الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

ابني يرفض امومة الشغالة!


اقترح زوجي هذا العنوان الثوري، في ذلك اليوم حيث كان بارزا جدا تعلق الصغير عبدالله بماما! يريدها ان تقوم بكل شيء معه! لا يريد اللعب مع الشغالة، ولا يريدها ان تغسل يديه او تبدل له الحفاض والثياب، ولا يريد منها اطعامه كذلك بل يريد ماما، وفقط ماما. وماما كانت بحاجة لبعض الوقت لانجاز امر ما لكن عبدالله لم يمهلها لان امومتها بالنسبة له هي الاهم! وفي سلم الاولويات قالها من خلال اصراره: "انا اولا"!
احيانا ينبهني زوجي الحبيب الى كثرة اشغالي التي تبعدني عن الاطفال في اوقات معينة، ويذكرني بسلم اولويات اي ام، وبالوقت الغالي الذي يمر دون رجعة و لا اقضيه معهم استمتع بطفولتهم! وهو على حق.
فطفلي الذي لا يجدني بجانبه في اي وقت يطلبني، بل قلما يجدني، هو يتمسك بتلك ال "قلما" ليجعل منها وقتا نموذجيا مليئا بطفولته التي تضج بالحياة والذكاء والشغب والحب.
فهل كتاب مقال ما اهم مثلا من اللعب معه ومراقبة الدهشة في عينيه وهو يستكشف امرا جديدا؟
او هل قراءة صفحات ما اهم من اطعامه واخباره قصة صغيرة وهو يلثم وجنتي شاكرا؟
او هل مشاهدة فيلم تلفزيوني اهم من النوم بقربه حتى يغفو كالملائكة؟
لا اظن ذلك.
ومن حقه رفض امومة الشغالة
ومن واجبي ان اكون اما كاملة الامومة او لا اكون!

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

يا ليتني شبح!


يا ليتني شبح حتى ارافق وليد في باص المدرسة ولاعرف من الذي يزعجه او يسخر منه او يلاعبه ويحبه، هل يشاغب او هل يعاقبه احد؟
يا ليتني شبح لاجلس بجانبه في الامتحان لاعرف كيف يفكر حين يخطئ في ما يعرفه عن ظهر قلب!
يا ليتني شبح لاراقبه في الصف ولاعرف تماما لماذا عوقب احيانا واين اختفت اغراضه واقلامه!
يا ليتني شبح لاركض خلفه في الملعب ولاعرف ماذا يشتري بمصروفه في كل يوم ولاعرف كيف يلعب ومع من وهل يضايقه احدهم او ها يضايق احدا بدوره؟
يا ليتني شبح لاعرف اذا كانت حقيبته المدرسية ثقيلة عليه وهل يستطيع رفعها عبر السلالم الى الصف والى الباص!
يا ليتني شبح لاعرف ماذا يعمل في كل لحظة... متى يخبرني الحقيقة حين يعود الى البيت ومتى يختلق الروايات من مخيلته الواسعة والتي غذتها الافلام والقصص.
يا ليتني شبح ليخف توتري وخوفي عليه في كل لحظة يكون فيها بعيدا عن عيني...

الأحد، 23 أكتوبر 2011

اعلم ان ذلك خطأ!


يدخل وليد، ابن السادسة والنصف، الي البيت من المدرسة كل يوم حوالي الساعة الرابعة، وبعد يوم طويل، متعب ومرهق، يجد متنفسه لحظة دخوله الى المنزل. يخلع حذاءه احيانا كثيرة عند الباب وقد يكون مليئا بالرمل من ملعب المدرسة، ويبدأ بالقفزات البهلوانية على كنبة الصالون بشكل هستيري يفرغ معه كل الطاقة المكبوتة في المدرسة. يبدأ بالصراخ لاي سبب والاعتراض بغير سبب كذلك. هو مثلا يحب الدجاج المقلي كاكلته المفضلة، ولو كان طبق اليوم دجاجا فانه حتما سيعترض قائلا: كل يوم دجاج ؟ زهقت! ولو لم يكن كذلك لاعترض ايضا طالبا الدجاج! لو كانت ثيابه المفضلة في الغسيل لاعترض وصرخ قادحا رجله في الارض: اريدها الان! ولو لم تكن في الغسيل لقال مللت منها وطلب غيرها... اتركه يصرخ ويتنطط ويرفض شتى اصناف الطعام الى ان يتضور جوعا ليلا في الثامنة قبل موعد النوم بلحظات ، فيأكل حيتئذ اي طعام اعرضه عليه! وانتهينا هنا من مشكلة الطعام.
وليد مزاجي في الدرس ايضا، ترى علامته 18 من عشرين في الرياضيات هذا الاسبوع و9 من عشرين في الاسبوع التالي وللدروس نفسها! لماذا لا اعرف، علما انه يدرس الرياضيات كل يوم والمواد الاخرى اوزعها على ايام الاسبوع كي لا اضغط عليه! واشعر مع علاماته المنخفضة ان كل تعبي وجهدي وصراخي ووقتي ضاعت سدى فعلا واحزن.
في مرة غضب والده من علامته المنخفضة دون مبرر وقرر حرمانه من اللعب في صالة الالعاب في المبنى الذي نقطنه وطلب مني الا اصرخ واعاتب بل ان اجلسه وافهمه اين هي اخطاؤه.
افهم مثلا انه حسب
40-5=45 اي انه رآها + بدل -
ولكن ان تكون اربعة عشر ناقص عشرة نتيجتها 45 فهذا ما لم افهمه! وان تكون نتيجة سبعين ناقص خمسة هي واحد! فهذا ما لم اقبله او افهمه بتاتا! بل اني فقدت صوابي تماما!
لم افهم كيف فكر وحل حتى اعرف كيف اعلمه الطريقة الصحيحة! وكيف يمكن ل13 ناقص 7 ان تكون نتيجتها 13 او 14 ناقص 5 ان تكون نتيجتها 65! هل يستطيع احد ما افهامي كيف فكر وطلع بها الارقام!
يومها لاني فقدت صوابي قرر والده معاقبته ومنعه من اللعب طوال الاسبوع!
وكم تمنيت لو دام هذا العقاب ساعتين على الاقل! فما ان انهى دروسه وبدا بالبكاء حتى كلمت والده بالهاتف وسمح لي ان اسمح له باللعب! نعم هكذا بكل بساطة ما صدقت قال لي افعلي ما ترينه مناسبا حتى فعلتها! وكان الاجدر بي ان ابقيه حبيس البيت، لكن حتى ارتاح من نقه واعتراضه المتواصل، سمحت له باللعب نصف ساعة تحولت الى ساعة، وضاع العقاب وضاع املي في ان يحفظ الرياضيات جيدا ويأتيني بعلامة افتخر بها امام جاراتي على الاقل! هاهاها لم افكر هكذا من قبل لكن كلهن يتفاخرن!
اعلم ان ذلك خطأ واعدكم اني سابقي العقاب ساريا الاسبوع بطوله عند العلامة المخزية التالية! كان الله في عوني!

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

نسيت ماما!


نسيت ماما لون فستاني الذي خاطته يداها المقدستان منذ سنة. كبرت ماما وكبر النسيان فيها، لكن ماما لا تشيخ ولن تشيخ، لانها كالقديسين في ديارهم، يرحلون ولا يشيخون.
ماما ابتكرت اعادة التدوير في البيت قبل الجمعيات البيئية!
ماما ابتكرت نظام الثواب في التربية قبل اوبرا، وكنا نعمل للمساعدة في البيت مع مقابل مادي مجزي! نعم ماما زلفا ابتكرت ذلك!
ماما خياطة ماهرة انجزت مئات الاثواب الراقية صعبة التنفيذ بابداع نادر وحاولت تعليمنا الخياطة التي لم نهو يوما شقيقتي وانا.
ماما علمتنا دروس الحياة التي كنا نعتبرها تخلف ورجعية في سني المراهقة لكننا نعلم اليوم تماما انها زرعت فينا سنديانة الحياة! علمتني ان الباب الذي ياتي منه الريح نسده ونستريح، علمتني ان اعمل عملك كاملا ولو بالسخرة!
ماما شكلت من مطبخها باتيسري محترف وشهدت الاسرة القريبة والبعيدة لانجازاتها السكر!
ماما خاطت الثياب لنشتري نحن كل متطلباتنا الانانية، وكانت تقابل انانيتنا بحب مطلق غير مشروط، ماما طبخت ونظفت ورتبت الغسيل والمنزل واقامت الموائد في جميع المناسبات ولم تفارقها البسمة ابدا، كيف تفارقها البسمة وهي فخورة ببناتها وانجازتها زانجازاتهن! كل ما قدمناه في مرحلة الطفولة لها كان تفوقنا الدراسي، ومن ثم تفوقنا الجامعي وتميزنا الوظيفي.
انا قدمت احفادا زادوا من طاقتها على الحب وقدرتها على المحافظة على ابتسامتها الملائكية.
ماما اليوم طلبت التقاعد وهو من حقها. ان نسيت هي لون فستاني الذي خاطته يداها المقدستان يوما، فانا لم انس ولن انسى!
ماما اليوم لا نطلب منك سوى ان نحبك الحب غير المشروط الذي علمتينا اياه، فهل تقبلين عرضنا؟

الثلاثاء، 14 يونيو 2011

جنا تتساءل!


ماذا يفعلون باغراضي؟ اين ذهبت العابي واشيائي؟ اين خزانة ملابسي وملابس اخوتي؟ كيف ساختار ملابسي بعد اليوم؟
جنا تصرخ عاليا وتفكر بصمت من هؤلاء الرجال الغرباء؟
ماما تهدئ من روع جنا ووفاء كذلك والخادمة ونسالها: الا تريدين الذهاب الى بيت هنادي؟
اما لماذا بيتنا الجديد اسمه بيت هنادي فلهذا قصة ايضا. فقد نقلنا سكننا مؤخرا واستأجرنا البيت شهرا كاملا قبل الانتقال الفعلي اليه، وكنا نذهب في زيارات اسبوعية لتوضيبه ولان المبنى فيه مسبح، ولان هنادي كان تأتي للانضمام الينا وجنا تذهب معها في سيارتها، ولان بيت هنادي في مجمع سكني فيه مسبح كذلك، جمعت جنا النقاط في راسها واصبح بيتنا الجديد معروف بالنسبة لها تحت مسمى بيت هنادي!
وفجأة فرغت غرفتها، مكانها الآمن، وغرفة الجلوس واللعب والموسيقى كذلك! ولاتزال جنا متوترة، على امل ان تأتي هنادي وتسبح جنا وتنسى التوتر.
في العاشرة من مساء ذلك اليوم، الجميع في السيارة نحو البيت الجديد، جنا كثيرة الصمت لكن كثيرة التفكير كذلك... هل ستعود لتركب دراجة حنين ابنة الجيران؟ هل ستشتري الشيبس مرة اخرى من البقال الهندي تنسيم؟ هل ستلعب "تحت" مع عبودي وحياة، الخادمة؟ ام هل انتهى الامر؟
نامت في تلك الليلة دون اعتراض على غرفتها الجديدة لانها كانت تعبة جدا. نامت في غرفتها الصبيانية لانها لا تحب الغرف الوردية ولا الملابس الوردية ولا باربي وبراتز وفلة، كلها لا تعنيها، بل يعنيها ان تندمع مع وليد وبودي وقد نجحت تماما في ذلك.
في الايام القليلة التالية لانتقالنا للسكن الجديد، جنا كانت تحكم اغلاق باب غرفتها، كثيرة الصمت، كثيرة التفكير: ربما اذا اقفلت الباب سافهم اين انا، لاعرف اولا مكان ملابسي والعابي والموسيقى قبل اكتشاف هذا البيت الكبير، جيد ان كل من اعرفه هنا معي. اسمع وفاء تخبر ماما عبر الهاتف اني ارفض الخروج من الغرفة الا الى الحمام، حسنا فلتأت ماما وانا مستعدة للخروج معها، يكفيني انها تغيب كثيرا واشتقاق لها ولحنانها كثيرا. تأتي ماما وتخرج جنا الى المطبخ للاكل والى الصالون للجلوس في كرسي البار المرتفع الجميل. جنا تريد السباحة لكن الظروف لم تسمح رغم ان المسبح في المبنى نفسه. جنا تسمع ماما تخبر تيتا وجدو ان جنا مكتئبة ولم تتقبل التغيير! ويبكون! جنا تفكر لماذا يقررون عني، الافضل ان يمهلوني الوقت والكثير من الاهتمام و... السباحة كذلك.
خالتو هنادي تسارع الى اخذ اجازة طارئة لقضاء يوم مع جنا، هنادي تبكي ان لم تضحك جنا فكيف اذا بكت جنا وحزنت؟
جنا تفكر: اذا كان بيت هنادي هو بيتي الجديد فليكن ولكن اشركوني بما تفعلون وتخططون، "حطوني بالجو يعني" وزيدولي وقت السباحة!


جنا: 8 سنوات - مصابة بالشلل الدماغي منذ الولادة.

الاثنين، 13 يونيو 2011

مواقف تصلح لفيلم سينمائي ضاحك!


انه يوم حافل، سينتقل سكننا اليوم والعمال يملؤون المنزل، فك وتوضيب وشحن وفرز... وعبودي يحاول ان يفهم ماذا يجري...
عبودي يرى الباب مفتوحا فيخرج قبل ان يقبض عليه احد
ماما تساعد العمال، احدهم يعيد بودي
بودي يجد ريموت كنترول على الارض، يفكر ربما مكانه هنا ويرميه في ماء المزهرية
ماما تكتشف انه ريموت كنترول ابو ظبي الرياضية اي انه خاص ببابا
ماما تغضب لكنها تضحك وتشرف على العمال
بابا يوضب ثيابه ومن حيث لا يدري عبودي يرمي اي شيء يجده داخل الحقيبة ليساعد بابا
بابا سيفاجأ لاحقا عند فك الحقيبة في البيت الجديد
عبودي يجد علبة الفازلين ويفكر كلهم يضعوم الكريم على جسمهم وشعرهم وانا ايضا سافعل... ويفعلها... تحديدا على شعره
ماما تولول، الشغالة تحاول نزعها في الحمام، وفاء تصرخ من اعطاه العلبة
ماما تشرف على العمال
عبودي يحاول شرب مياه مسح الارض
ماما تبعده عنها وتغسل يديه
عبودي يفكر اين يأخذون اغراضي
ماما تواسي جنا الغاضبة من الزحمة في البيت
عبودي يتذوق صابونة ويبكي
وليد يحاول مساعدته ويخاف عليه
بابا خرج لملاقاة العمال في البيت الجديد
وليد يحاول اشعال النار في المحارم ولا احد يعرف لم؟
وفاء نسيت باب الثلاجة غير مغلق تماما وذاب الثلج وفسدت كل الاطعمة
ماما تغضب
عبودي يجد قلم حبر كبير ويلون وجهه
ماما تصرخ
جنا تخاف، وليد يغضب ويشتم (تعلم من ماما طبعا للاسف)! ويريد العابه الآن
ماما تؤكد له انه سينام جنب العابه الليلة
جنا لا تستوعب ان هذا بيتها الجديد بل هو بيت الخالة هنادي ( كل ما هو محبب تربطه بهنادي ما يعني انها على الاقل احبت البيت)
عبودي جائع ويجد تحت الثلاجة التي تم نقلها للتو حبوب ملونة
امسكت ماما يده بسرعة لتخرجه من المطبخ فامسك بالقداحة واخذها معه
سحبتها ماما، لكنه وجد سكينا في طريقه الى الخارج ايضا
ماما ترغب بالبكاء، اضاعت نظارتها في زحمة التوضيب
وفاء تظن ان ماما تتوتر كثيرا دون سبب
الشغالة توافقها الرأي
ماما لا تزال ترغب بالبكاء خاصة ان وليد يريد الآن والجميع في السيارة الى البيت الجديد،
وماما تقود، ان تفك البلبل وتركبه بشكل مختلف
وليد لا يتوقف عن التحدي والصراخ والتكرار
وفاء تحاول اقناعه، جنا تهدأ ، وليد يسكت، عبودي يحاول النوم لكنه يرغب بشدة (حد الصراخ) ان يجلس الآن في هذه اللحظة في حضن ماما.
ماما لا تزال ترغب في البكاء
العاشرة ليللا، وصلنا الى البيت الجديد، اسامة يوضب ما تم نقله منذ الظهيرة
نام الاطفال
مبروك النقلة



الأحد، 12 يونيو 2011

تعلمت درسا من وليد!


يبدو ان اسلوب الترغيب ينجح اكثر في التربية من اسلوب "الترهيب المكثف". تعزيز الافعال الايجابية والنجاحات للابناء تجعلهم يتمسكون بها ويتمسكون بالتالي بحقوقهم الترغيبية.
وليد ابني يجتهد في المدرسة في كل عام دراسي ويتطور بشكل كبير من بداية العام وحتى آخره وتتقدم علاماته كذلك وهو في الصف الاول الآن وانا استمتع برؤية 100 على 100 على ورقة تقييمه في نهاية كل شهر في بعض المواد التي يهواها ما يرفع معدله العام كذلك.
مرت عليه نكسة بسيطة في الرياضيات في منتصف العام وكان المقرر الدراسي صعبا للغاية في مدرسة الشويفات ولايناسب سنه او صفه لكن المدرسة شهيرة بمستواها الدراسي العالي وعلى وليد ان يندمج بسرعة. علامة منخفضة جدا في الرياضيات اصابتني بهستيريا نفسية لانها سببت انخفاض معدله الشهري العام، والادارة المدرسية حذرتني من تكرار ذلك لانه قد يعني سقوطه... في الصف الاول!
لم تلب المدرسة رغبتي في اعطائه دروس تقوية في هذه المادة التعجيزية، فاتخذت دور المدرّسة الخصوصية و"ركّيت" عليه كما نقول باللبناني اي كثفت الدرس، وكل يوم دروس جديدة وتحفيزات وهدايا والمعلمة ساعدتني بنقله الى المقعد الامامي في الصف. وارتفعت علامات وليد وارتفع معدله بشدة، انا والمدرسة نشكر احدانا الاخرى، ووعدت وليد بمجموعة هدايا من اختياره وكان في سعادة لا توصف.
ولاني في كل مرة آخذه الى محل الاطفال اسمح له باختيار هدية واحدة، كان يسألني مع كل خطوة نحو الصندوق ستسمحين لي بشراء ثلاث العاب؟ وانا اكرر ستشتري ما تريد كما وعدتك. وهو لم يختر الا 3 العاب.
في الشهر التالي ارتفع معدله اكثر، ولاني مشغولة بنقل سكننا، اجلت موضوع مكافأته قليلا. الى ان ذهبت اليه في احد الايام لجلب طعام الغذاء الى الصف في منتصف اليوم، ورأيت انه نسي البلبل وهي اللعبة المفضلة الآن للاولاد في سنه في المدرسة، نسيه في البيت، فقلت احضر لك الآن بلبلا جديدا ما رأيك؟ فسأل وهل تستطيعين ان تحضريه الآن قبل ان يدق الجرس؟ لانه يخاف ان يتأخر في دخول الصف. فسألته وهل تريد ان تذهب معي؟ تحمس كثيرا، وخلال الدقائق الخمس بين المدرسة ومحل الاطفال سألني عشرين مرة: هل دق الجرس؟ كم من الوقت بقي لدي؟
وصلنا الى محل الاطفال لنفاجأ بان لا بلابل و لا من يبلبلون. مقطوعة من السوق هكذا فجأة! حزن وبكى... فوعدته ان نذهب مباشرة بعد المدرسة الى فرع آخر للبحث وعرضت عليه بمناسبة علاماته المرتفعة ان يختار لعبة ثانية، وبسرعة لانه عادة يطيل في الاختيار ، قبل ان يدق الجرس (الكلمة السحرية ليسرع) فاختار طائرة ظنا منه انها معدنية. اسرعنا الى السيارة لندرك وقت اللعب قبل العودة الى الصف. فتح العلبة في السيارة فاذا بها طائرة بلاستيكية وتحتاج بطاريات ومفك لوضع البطاريات وتعلق من خلال حبل خاص بسقف الغرفة وتحلق في دوائر متوازية. فكرتها ممتازة وجميلة وجديدة ولكن ليس في الظروف الحالية، و ليس لتكون لعبة تحد في المدرسة. حزن مجددا لخيبة امل اخرى. كنا قد وجدنا بلبلا واحدا فقط في المحل لكنه لا يحب لونه بل يفضل الاخضر والاحمر فرفض شرائه، علما انه القطعة الوحيدة، و"يمشي الحال" في فسحة اليوم في المدرسة الا انه رفض وبشدة، ربما يسخر اصدقاؤه من اللون او ربما لا يعتبر قويا او لا يدور كفاية... لا اعرف قانون البلابل في المدارس، الا انه اصر على الرفض وذكرني بوعدي له!
بعد نهاية اليوم الدراسي، كلمت بابا اسامة، حبيب وليد وصديقه المقرب، واخبرته بما حصل وانني سأمر الى الفرع الثاني للبحث عن بلبل. فطلب مني القيام بعمل آخر وقال ان البلابل الآن تباع في مكان واحد فقط وسيحضر واحد جديد لوليد او انه سيأخذه بنفسه في المساء. وافق وليد على مضض لكنه حزن وبكى. ضاع وعدي وحزن وليد وحزنت انا ايضا.
وخطرت لي فكرة لم افخر كثيرا بها فسألته هل تعدني بالآ تخبر بابا ان ذهبنا الآن الى الفرع الثاني سرا، انت وانا؟
سأل ماذا يعني ذلك؟ قلت لا نخبر بابا. فرد من يكذب يدخل النار لن نكذب على بابا. قلت لن نكذب بل نمزح معه فقط وانت تستحق الهدية. ظل خائفا ومترددا وفي الوقت نفسه راغبا بشدة بالحصول على بلبل جديد. دخلنا المحل دون ان نخبر اسامة لكن صدق توقعه ولم نجد بلابل. وقبل ان يسطر علي الندم الشديد لعدم سماع كلام زوجي، ولحث ابني على الكذب من اجل غاية في نفسه، فوجئ وليد بمجموعة جديدة من وحوش بن تن Ben Ten واختار اجملها واغلاها. في الايام العادية ما كنت لاوافق لكن خيبات هذا اليوم وحبل الكذب القصير اضطراني.
قلت ونحن في السيارة عائدين الى البيت لا تلعب بها الآن في البيت حتى اخبر بابا بما فعلنا. فقط خبئها. قال العب بها الى ان يأتي ثم اخبئها. قلت لا تخبره اننا اتينا هنا فقط قل ماما احضرتها لي لانها لم تجد بلابل . صمت على مضض.
وعندما دخل ابوه البيت للغداء حمل الوحش خلف ظهره ووشوشني: متى ستخبرين بابا؟ فقلت فرحة: بابا انا لم اجد بلابل لكني احضرت لوليد لعبة جميلة، واعجب اسامة فعلا بخيارنا!
في صباح اليوم التالي، وبينما كان وليد يستمتع بالمشوار الصباحي الى المدرسة مع بابا، اخبره بكل شيء وقال له لا احب ان تكذب ماما عليك!
ولان الموضوع كان يتعلق بمكافأة لوليد، سامح بابا ماما على الكذبة البيضاء التي كادت ان تودي بكل المبادئ التي غرستها ماما في ابنها ذي السنوات الست!

ملاحظات:
ليس هناك كافيتيريا في مدرسته في امارة ام القيوين الاماراتية ولان المدرسة يرتادها ابناء صفوة المجتمع فان هؤلاد الابناء مدللون بالحصول على طعام الغذاء الساخن الطازج كل يوم. حاولت الامتناع عن العادة واعطاء وليد طعاما كافيا لوجبتين، لكن لما اكتشفت انه ربما الوحيد الذي لا ينال طعاما طازجا وقت الغداء تراجعت عن ذلك وبت احرص على القدوم في كل يوم الا في الحالات الطارئة.

وليد يتأخر في اختيار لعبة جديدة، لانه يملك ما يفوق اللالف لعبة

المشوار الصباحي الى المدرسة في الاسبوعين الاخيرين من العام الدراسي 2011 كان يحتاج نصف ساعة او اكثر بقليل بسبب انتقالنا الى بيت جديد وكان في السابق يحتاج دقيقتين. نصف ساعة قيمة يقضيها وليد مع بابا اسامة يتسامران ويستمعان الى الاغنيات التي تختارها ماام على الاذاعة نزولا عند رغبتهما ( ooopppps هذا كان سرا)


الاثنين، 6 يونيو 2011

ماما، السيدة لا!!!!!


بودي، لا تقفز على السرير!
بودي ، لا تدخل الى الحمام!
بودي لا تفتح البراد!
بودي لا تلعب بالكمبيوتر!
بودي لا تصعد على الكرسي..
لا تقفز على السرير،
لا تفتح الباب!
لا تلمس طبق جنا!
لا ترمي اللعبة على الارض،
لا توسخ ثيابك!
لا تصرخ! لا تبكي! لا لا لا لا ....!!!!!

ضجرت من لاءاتها المتكررة!
واخوتي كذلك!
وليد، لا تصرخ في البيت!
وليد، لا تلمس الطعام قبل غسل يديك!
وليد، لا تدفع اخوتك!
وليد، لا تعلم بودي الشغب!
وليد، لا تأكل الشيبس الآن!
وليد، لا تحرم اصدقاءك من العابك!
وليد، لا تصرخ في وجه الكبار!
وليد، لا تكسر العابك! لا تضيّعها... لا تأخذها الي المدرسة..
لا تفكر باللعب اثناء الدرس....

وجنا كذلك....
جنا، لا تفتحي الخزانة!
جنا، لا تسقطي الطعام على الارض!
جنا، لا ترتدي غير ملابسك!
جنا، لا تشربي البيبسي دفعة واحدة!
جنا، لا تضربي عبودي!
جنا، لا تكسري الديفيدي!
جنا، لا تطفئي الكمبيوتر!
جنا، لا تدخلي المطبخ! لا تدخلي الصالون...
لا تخربي خزانة ماما، لا لا لا لا لا .....!!!!

اعتقد صراحة ان على ماما ان تغير اسلوبها سريعا وسريعا جدا، والا لن تسمع منا الا كلمة لا!
هذا رأيي بصراحة، انا عبودي.
هي تخبر صديقتها على الهاتف ان سني هذا جميل حيث استكشف مملكتي الصغيرة، البيت. هذه هي عباراتها بالتحديد!
فهل تسمح لي باستكشاف اي شي على الاطلاق؟ لا حتما! تناقض غريب.
هل من بديل ل "لا" المتكررة، كثيرا، جدا؟

التوقيع: بودي ( سنة ونصف وشوي اكتر)

الثلاثاء، 24 مايو 2011

انا عبودي: سنة ونصف! (2)


ماهذا الهدوء القاتل في البيت؟ كم هم مملون! نانا تستمع الى الموسيقى، وحياة تكوي الثياب، ديدوو يشاهد فيلم اكشن، وفاء تشاهده معه لان يجبرها على ذلك فلا هي تلعب معي ولا ماما التي قالت سوف تلعب معي لكنها مسمرة اما شاشة التلفزيون منذ ربع ساعة او اكثر. وهي عامة لا تحتاج لاكثر من دقيقة حتى تنسجم تماما في اي فيلم على الشاشة مهما كان سخيفا! يضحكون علي ببضع العاب على السجادة حتى اجلس والعب! بمفردي!! لا والف لا مللت ذلك.
حسنا ربما اعكر صفو الهدوء الممل هذا. ان الامر سهل للغاية. فقط راقبوا وعدوا لاقل من خمسة قبل سماع صراخ احدهم، هاها!
عبودي يتوجه الى مجموعة الملابس المطوية في عناية فائقة على الكرسي المجاور، وبدفعة واحدة يسقطها جميعها على الارض! يثبت يده في مكانها فوق الكرسي، يثبت نظره في ماما ثم ينقله الى الخادمة حياة، ولا يتحرك من مكانه.
ماما تصرخ: عبودي لماذا فعلت ذلك ماما؟ لماذا ترمي الملابس على الارض؟ تنخفض الى مستوى نظر بودي وتعطيه لعبة وتساعد حياة على ترتيب الملابس من جديد.
عبودي: لا! هذا لا ينفع! ماما مشدودة الى الفيلم ولن الفت انتباهها بسهولة. فلنبحث عن امر اكثر اثارة.
اها! احدهم نسي باب الحمام مفتوحا. ويدخل عبودي الى الحمام ويبدأ بالبحث عن اجدى اساليب الشغب!
عبودي: فتح الماء سهل! ويفتح بودي الماء ويقف بانتظار وصول احد دون جدوى
عبودي: حسنا ربما اضع رأسي تحت الماء.
( فتح ال bidet لانها في متناوله) ويبدأ بغسل رأسه وثيابه وينساب الماء في كل مكان.
عبودي: الم يسمعوا صوت الماء بعد؟ حسنا. ويفتح عبودي ماء الشطاف ويحول ارض الحمام الى بركة بكل معنى الكلمة ويسعد بالماء المنساب فيجلس فيه ويلعب بيديه، يضيف اليه الصابون للمزيد من المتعة، ثم يصل الى معجون الاسنان...
ماما: يا جماعة اين عبودي هل رآه احدكم؟ لا احد يجيب وماما تبدأ بالبحث حتما خلف اول باب مفتوح
عبودي يرى ماما قادمة: عدوا للثلاثة قبل سماع الصرخة!
ماما: لااااااااااااااااااااااااااا ماذا تفعل! يا الهي لا اصدق، وترفعني بقوة عن الارض وتصرخ
ماما: حياة لماذا لم تنتبهي له
عبودي يفكر لماذا لم تنتبهي انت يا مجنونة؟
ماما: الحقيني! احضري ملابس جديدة لهذا الشقي الصغير. ماما لماذا فعلت ذلك الم اقل لك مرارا وتكرارا لا تلعب بالماء ولا الصابون ولا معجون الاسنان؟ لماذااااااااااااا؟
عبودي يفكر : لا اذكر شيئا من هذا القبيل!
ولا يزال عبودي ينظر الى ماما بتعابير وجه ثابتة وعيون لا ترف وفم "مزموم" يترقب متى ستضربه، لكنها لم تفعل
عبودي يفكر: يبدو انها تعلم انها المخطئة لانها لم تلعب معي وانا اعاقبها!
ماما تصرخ يا الهي كم هو شقي لماذا لا يتركني ارتاح قليلا؟ هل يجب ان اركض خلفه على مدار الساعة!
عبودي يفكر: ارتاحي عندما انام
ماما تصرخ: من الذي ترك باب الحمام مفتوحا؟ لماذا لم يتم اقفاله؟ من السؤول؟
عبودي يفكر: mama let go انه مجرد ماء، لم احرق البيت بعد! الاجدر بي ان ابتعد قدر الامكان عنها الآن
عبودي: بدي نينيا ( اي رضعة الحليب) بدي نام نام!


الاثنين، 23 مايو 2011

انا عبودي، سنة ونصف!


غريب! لماذا الرف مرتفع الى هذا الحد؟ ماذا يحضرون من فوق كل الوقت؟ ربما لو دفعت بذلك الكرسي ووقفت عليه قد اعرف؟ هل من احد يراقبني؟ لا! جيد.
ويدفع بودي بالكرسي امام رف المونة ويعتلي منبره الجديد بفخر وسعادة!
ماهذا؟ (ويحمل علبة مليئة بالشوفان) لا اذكر اني اكلت من هذا قبل! لا بد وانه لعبة اذا. لكن لماذا يرفعوها عن متناول يدي؟ لا بد وان اللعبة في داخلها.
ويفتح بودي علبة الشوفان الكبيرة ويبدأ البحث. يملأ يده بالمحتوى ويرمي ما في قبضته على الارض.
ما هذا لقد فرغت العلبة ولم اجد اية لعبة.... اوه لا لقد رأتني ماما! حسنا عدوا للخمسة واسمعوا صراخها الآن!
يا الهي لم اعد حتى ثلاثة بعد!
ماما: ماذا تفعل يا مخرب؟ يا الهي! لماذ فعلت ذلك؟ ماذا كنت تفكر؟ وتبدأ ماما بتنظيف الشوفان المنثور فوق كل الارفف والالعاب والحقائب والكراسي والطاولة والارض حتما!
عبودي: تسألني بماذا كنت افكر؟ لن اجيبها لانها لن تفهم. عدوا حتى الخامسة الآن وستأتي لضربي
ماما تنهر عبودي وتضرب يده، لكنه حتما لا يبكي او يخاف ولا يتأثر بتاتا
عبودي: الافضل ان ابكي الآن حتى لا تستمر في ضربي هذه المجنونة. ابحث عن لعبة يا مجنونة! ويضع بودي راسه بين يديه ويتظاهر بالبكاء.
تحضنه ماما بحب شديد وتصرخ: انت جميل انت رائع دمك خفيف. انت ذكي انا احبك ! وتبدأ بتقبيله!
عبودي: الم تضربني منذ قليل وتسمني مخربا؟ اتصنع البكاء واذا بها تحبني. انا ذكي حتما. سوف اريها ذكائي كل يوم ان كان هذا ما تريده.
يحتضن بودي ماما ويقول لها مامي بيبي!
عبودي: انظروا كيف ستجن من جديد الآن!
ماما تحمل بودي بين ذراعيها وتقبله وتقفز به ويسيران معا الى الدكان حتى يشتري بودي ما يريد.
بودي يبتسم بسمة الرضى.

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

يد ماما الشافية!


كنت اعلم بل كنت واثقة تماما في طفولتي ان لكل مشكلة حل في يد امي. لكل داء دواء في جعبتها خاصة انها كانت تسبق حاضرها في تحليلها للامور وتفكيرها وبعد نظرها. كانت تعرف الدواء لكل مرض يصيبني وقد انقذني وعيها من الموت وانا في العاشرة حين شكت في ان عوارض المي كانت "الزائدة الدودية" ونقلت الى المستشفى لعملية جراحية طارئة في الثانية صباحا.
اذكر بشكل مبهم المرض الجلدي الذي الم بي وانا في الرابعة، اذكر ان قريبة لي سألتني عن سبب التقرحات في رجلي وانا ارتدي التنورة لاول مرة منذ فترة بسبب خجلي من هذا الطفح الجلدي المستشري وكنت على درج البيت. واذكر رائحة زيت الزيتون الذي نقعت فيه في مزار مارالياس لعدة مرات لعل الندر لمارالياس يشفيني ولبست ثوبه كذلك، لكن لم اشف الا حين تم استئصال اللوزتين ومن تلك العملية لا اذكر الا لحظة الرعب حين تم تسليمي لطبيب البنج واخذني بعيدا عن حضن ماما وانا ابكي واصرخ وهو يضرب يدي ليجد المكان المناسب لابرته! ويضحك ويحادثني وكأن شيئا لم يكن، هذا الرجل الضخم الملتحي المخيف سرقني من ماما ويريد "غزي بابرة" وهو يضحك ! كل ما فكرت فيه في تلك اللحظة هو اني لن ارى ماما ثانية، وهل تتخيلون لحظات مرعبة اكثر من ذلك!
كانت تلك الحادثتين ابرز ما مررت به من حوادث اساسية تدعو للقلق، وكل ما عدى ذلك كان يكفي لحله لمسة من يد ماما و"دواء احمر" او كليب او بتنوفات! وعلى سيرة الكليب تذكرت الآن حين احرقت يدي بالجمر! نعم وحادث ثالث ينضم للحادثين الماضيين! كنت العب مع ابن عمتي وخالي توأمي بول في بيت كنا نستأجره في مصيف برمانا في لبنان، نركض حول الكراسي في الباحة الخارجية واذا بي اسقط في "منقل الجمر" ويدي تدخل في نار خامدة لكنها كافية لحرق جلد طفلة صغيرة(لم اعد اذكر سني) ، سارعت امي في وضع طبقات من مرهم الكليب على مكان الاصابة الظاهرة حتى اليوم على معصم يدي اليمنى، وجلست في حضنها اصرخ وابكي!
واليوم ومن خلال ابني وليد اعرف ان التخلص من الالم عملية ذهنية قبل ان تكون جسدية ولي في ذلك مع وليد تجارب عدة سارويها في قصص لاحقة.

الثلاثاء، 12 أبريل 2011

قلقت على وليد!


لم اقلق يوما على وليد كما فعلت الليلة، ليس لاني لم اهتم من قبل، وليس لانه لم يواجه اية مشكلة حقيقية من قبل، وهو لم يفعل فعلا! وليس لانه لم يدخل المستشفى او يخضع لجراحة او علاج وقد فعل ولم يتخط بعد السنة الاولى من عمره، قلقت كثيرا لانه ولاول مرة ينال عقابا في المدرسة ويخاف ويبكي! امر جدي خارج عن ارادتي وسيطرتي، ليس عقابي او عقاب والده الذي يختفي مع اول عذر ودمعة، بل تكفي "تسبيلة" حتى تحل الاحضان مكان العقاب والسماح مكان الغضب!
لست انكر ان وليد مشاغب قليلا في المدرسة وربما كثيرا ايضا، في بعض الاحيان، لكنه يحسب حساب المدرّسة والمديرة والناظر ايضا. لقد شكت المدرسة في السابق عدة مرات من شغبه لان اصدقائه يخبرونها بانه ضربهم او رمى الرمل عليهم، وهو يؤكد لي في المقابل انهم هم من بدأ الشغب. وابني "مش هين" ويدافع عن نفسه و لا يهاب حتى الاطفال الذين هم اكبر منه في الصف او السن او الحجم! وقد شكا ايضا كثيرا من ان الاولاد الذين يحب هو اللعب معهم يرفضون اشراكه في اللعب في احيان كثيرة ان لم نقل في غالب الاوقات، فهم من جنسية معينة ولا يصادقون غالبا الا من جنسيتهم. يشكي الوحدة يوما في الملعب وينساها في ايام كثيرة لانه يفرض نفسه على اجواء اللعب بالكاريزما التي يملكها وقوة الشخصية.
اشتكى الاولاد من شغبه واخبروا المديرة مرة والمدرّسة مرة والناظر مرة اخرى، وها هي المدرّسة اليوم تنهره وتعاقبه بالمنع من اللعب في الغد وال detention ستكون في مكتب المديرة... قال لي ماما اخاف من الdetention فاخبرته ان لا بأس بها كونه لن يتعرض لاي اذى، وبامكانه ان يخبر اصدقاءه ان عيروه بالعقاب ، بان مكتب المديرة مكيف ونظيف ولن يؤذيه فيه احد ولن يرمي عليه احد الرمل ولن يرفض احد اللعب معه.
وطلبت منه ان يعدني بألا يرمي الرمل على احد من زملائه او الطلاب الاكبر منه حتى ولو بدأوا هم بمعركة الرمل تلك! بل ان يسارع بنفسه للشكوى قبل ان يسبقوه.
لست من محبي نظرية المؤامرة كثيرا لكني اعرف قدرة الاطفال على افتعال الاحداث وتخليها وقدرة الاولاد على اقصاء اي فرد من المجموعة وحمله على ارتكاب اخطاء قد لا تغتفر وقد تكون الحجة لعدم اللعب معه مجددا.
ابني عنيف احيانا، لكنه يخاف من النملة. فهو يتمنى ان يصبح البطل المصارع او الرجل الوطواط او الساحر بالتازار، لكنه يبكي اذا بكت اخته او اخيه، حبا وحنانا وخوفا عليهما! فهل جره زملاء الصف على معاملتهم هكذا او هل هو فعلا يفتعل المشاكل في المدرسة؟
امي اطال الله عمرها، علمتني ان اكون مع الحق مهما كان الثمن، وانا لا ارغب ان اشجع ابني على ارتكاب الاخطاء من خلال دعمه واعتباره الضحية دائما، ربما علي ان اتركه قليلا في ساحة المدرسة الصغيرة، وهي ساحة صغيرة من ساحات الحياة، يخطئ ليتعلم، يبكي قليلا ليضحك اكثر، يتعرض للظلم حتى لا يظلم احدا بعد ذلك، يكذب ليعرف ان حبل الكذب قصير، يغير في الحقائق ليعرف ان الحقيقة كالنور لا تخفى، يشعر بالضعف ليعرف ان حبي كبير وحب ابيه اكبر لمده بالقوة والمعرفة والحكمة.
الم يقل جبران اولادكم ليسوا لكم، اولادكم ابناء الحياة!

الاثنين، 14 مارس 2011

يوم نجح اسلوب التدريس!


تحولت الغرفة الى قاعة الصف، وتحول كل من بات مان وبن تان والدبدوب ويني مع موج وغارفيلد وميتنز والكلب وغيرهم من الالعاب كبيرة ومتوسطة الحجم الى زملاء الصف، وتحول وليد الى رأس هرم الصف، الطالب النجيب، الافضل و"الاقوى" والاسرع في انهاء فروضه ودروسه و"الاشطر" طبعا! وتحولت ماما تارة الى ميس جويس وتارة اخرى الى ابلة ندى وطورا الى المديرة مسز غيلفويل. وصار زملاء الصف يسترقون النظر الى اوراق وليد احيانا ويضربونه احيانا اخرى، لكن لم يجرؤ احد على ان يتفوق عليه في اي درس او اية مادة. ودام الحال ساعتين كاملتين مارسنا خلالهما الرياضة ايضا والاكل واللعب تماما كأي يوم مدرسي مثالي! وقد درس وليد من خلال هذا الاسلوب ما لا يدرسه في خمس ساعات او اكثر من رياضات واملاء وخط وقراءة اللغة الانكليزية.
في اليوم السابق حاولنا من خلال الاسلوب نفسه وكان هو من اقترح ذلك! نعم فعل. وقرأنا قصة غولديلوكس ثم اعددنا العصيدة وانتظرناها حتى تبرد و"تمشينا " انا وهو وعبودي، على ان يكون الصغير هو الدب الطفل وانا الدبة الام ووليد الدب الاب، تمشينا الى ان بردت العصيدة فأكل طبقه بالكامل.
راقه جدا ان تلعب معه ماما، وراقني جدا ان لا اضطر الى فقد اعصابي مع كل شرح وكل درس، وقد لاحظ كل من في البيت انني لم اصرخ على عدد دقائق الساعة!
وربما تكون حالة قصة درس الاملاء قد ولّت الى غير رجعة!

الثلاثاء، 8 مارس 2011

نجوى كرم في بيتي!


جنا الحلوة ابنة السنوات السبع، تعشق الموسيقى وهي متنفسها، ووسيلتها للتعبير عن سعادتها، وبسبب اعاقتها الذهنية فانها ربما تحب الاستماع الى اغنية واحدة طوال اليوم، لتحفظ نغمتها وكلامها.
ميكس اغاني الاطفال لنانسي عجرم والذي تسميه جنا "حمادة" ظل لفترة طويلة المفضل لديها. احبت علواه لملحم زين واحبت الدلعونا لعلاء زلزلي ويا بحر وانت مين لوليد توفيق ، التنورة والاركيلة وغيرها كثير لفارس كرم لكن بقي حمادة على راس اللائحة.
الى ان تعرفت الى نجوى كرم. نجوى قلبت المقاييس، وعلى ما يبدو ان جنا تحب البلدي اللبناني كثيرا وتسلطن مع نجوى: عم بمزح معك، ايدك ايدك، تعا خبيك، خليني شوفك بالليل، بالروح بالدم، لشحد حبك وغيرها من مواويل وميدلي، تنقل جنا الى عالم آخر.
ولذلك فان اغنيات نجوى كرم لا بد وان ترافق جنا في البيت وفي سيارة بابا وسيارة ماما وسيارة خالتو هنادي وعلى فلاش خاص في البيت وسيدي محمول اينما ذهبت، ما عدا المدرسة، فقط لتغيير الروتين، علما ان الموسيقى هي الوسيلة الوحيدة لتهدئتها لو تبدل مزاجها في الصف، ولذلك فان اغنيات طيور الجنة هي اصدقاء الصف.
مؤخرا كان لميكس بابا فين لهيفا نصيب من حب جنا ايضا خاصة وان عبدالله الصغير نطق "بابا فين" من ضمن كلماته الاولى الجميلة. وبوس الواوا كمان... والكبار بيقولوا انو هيفا مش خرج الاطفال! وعبدالله يرقص على الانغام الجميلة كما تفعل جنا تماما. ودمه خفيف كتير.
حتى نعرف اذا اعجبت اية اغنية جديدة، لنجوى كرم اولا والاخرين بعدها، جنا، نسمعها اياها ونراقب رد فعلها، اذا رقصت و"هيصت" تكون الاغنية قد نجحت في الامتحان واذا بدا عليها الملل ولجأت الى الصمت، نبدلها في الحال وتكون قد سقطت في الامتحان دون شك.
وفيق حبيب نجح في ليكي ليكي، انور الامير نجح في اشتقتلو ايضا!

الثلاثاء، 1 مارس 2011

ماما بدوام كامل!


قرأت فيما مضى تحقيقا المانيا يطالب بمنح الامهات رواتب من الحكومة لقيامهن بخمسين وظيفة في الوقت نفسه داخل البيت! كان للموضوع وقعا مفاجئا بالنسبة لي، لم اكن وقتها متزوجة وليس عندي ابناء وكنت اعتبر ما تقوم به امي تجاهنا "تحصيل حاصل" مع الامومة. فالام ام ونقطة عالسطر. لكن بعد الخبرة اعتذر من ماما كثيرا.
الام في البداية مربية ، والسيدات الغنيات يلجأن لمربيات برواتب عالية جدا للقيام بهذه المهمة التي قامت بها ماما مجانا لاعوام طويلة.
الام هي المدرّسة وكم تحتمل اذا كان طفلها لا يحب الدراسة و لا يركز فيها (راجعوا حكاية درس الاملاء!)
الام هي الطباخة التي تضع من حبها الكثير في توابل اطباقها الشهية، وتبقى اطباق ماما مهما كانت غير كاملة، تبقى الاطيب والاشهى.
الام هي النادل الذي يحرص على الخدمة الكاملة .
الام هي السائقة، من والى المدرسة، من والى النادي، من والى الاقارب والاصدقاء والحديقة ... والحمدلله ان بابا اسامة يحب القيادة ويحمل هذا الهم في اوقات كثيرة عن ماما!
الام هي المساعدة الشخصية لاختيار الملابس والهدايا وتنظيم الوقت!
هي الطبيب ولا تخلو ثلاجتها من الادوية المفيدة للانفلونزا والتهاب الحلق والام البطن والرأس، وتسعد اذا وصف الطبيب ما توقعته هي!
وهي الطبيب النفسي ايضا تحلل وتساعد وتتصرف بما يفيد اطفالها لنموهم النفسي السليم! (ليس دائما بالنسبة لي لاني سريعة الغضب للاسف لكن امي كانت مثالية في ذلك). وهي الحكيم الذي يقدم النصيحة المجانية التي سنعي اهميتها ولو بعد حين، حتى لو رفضناها او رفضنا الالتزام بها في حينها!
الام هي مصففة الشعر في كثير من الاحيان، تقص وتصفف وتلون ايضا (في سني المراهقة وما فوق)
الام هي مقلمة الاظافر وانا شخصيا تجدني احمل ادواتي يوم بعد يوم وادور اتفقد اظافر الاطفال التي تتسخ في كل ساعة وتطول بسرعة مهولة!
الام هي رفيقة اللعب في احيان كثيرة، تبتكر الافكار حتى يلهو صغارها بفرح.
الام هي المهرج والفنان والمضيف في حفلات الصغار وفي اوقات المرح في البيت تغني وترقص لهم وتقدم شتى انواع الفنون وتروي القصص.
الام هي الغسالة في الحالات التي لا تتطلب عملا اوتوماتيكيا!
الام هي الكوّا اذا لم يكن لديها خادمة بارعة في الكوي! والام هي الخادمة التي تنظف الحمامات والمطبخ والغرف وال... وتنقل الزبالة ايضا اذا لم يكن عندها خادمة.
الام هي المصلّح عندما تخترب الالعاب وتكسر، وهي الكهربائي عندما تصاب اجهزة البيت الكهربائية باي عطل وربما تكون السباك ايضا!
الام هي الشرطي في البيت لردع التصرفات الخاطئة والحفاظ على النظام وفي المقابل هي المحامي للدفاع عن ابنائها في اي وقت امام الجيران او في المدرسة او الحي. على ان يكونوا محقين حتما فان امي علمتني ان اكون مع الحق "لو على قطع راسي!"
الام هي بنك الامنيات ايضا، حتى لو لم تستطع تحقيقها كلها.

انا محظوظة بماما زلفا وماما وفاء(خالتي)، وزوجي كان محظوظا جدا بماما ديبة ايضا. لانهن قدمن كل ما سبق وربما اكثر ولكل ما سبق فان الام هي ام، وما تقدمه ليس تحصيل حاصل او واجب وانتهينا!
في المقابل، لا ادعي اني ام مثالية، لكني اسعى لان اقدم على الاقل نصف ما قدمته امي وما تقدمه خالتي، اعلم انني لا استطيع ان اكون ماما بدوام كامل، لكني اسعى بكل حب لان يكون ابنائي عالمي بكامله!

السبت، 26 فبراير 2011

لمن يفهم لغة الاطفال، رجاء اسألوهم!


اذا كنتم تفهمون لغة الاطفال او تعرفون من يفهم لغة الاطفال، رجاء اسألوهم او حاولوا ان تفهموا الاسباب!
اريد ان اعرف لماذا يسكبون العصير المركز على السجادة النظيفة؟
لماذا يحورون ويدورون حول فناجين القهوة الى ان تسكب في اي مكان؟
لماذا يصحون في السادسة صباحا ويظل نشاطهم في اطراد حتى بعد منتصف الليل؟
لماذا يهوون تقليد القرود عندما يكون كيل ماما قد طفح؟
لماذا يصرخون في كل الاوقات، بسبب وبغير سبب صراخا هستيريا؟
لماذا اللعبة المفضلة هي الموبايل؟
لماذا الالعاب المفضلة الاخرى هي محتوات خزانة ماما؟
لماذا يفرغون كوب العصير فوق طبق الطعام؟
لماذا يفرغون طبق الطعام على الارض؟
لماذا اليدين الصغيرتين الوسختين بالفواكه والشوكولا والزيوت والكاتشاب تترك بصماتها على الجدارن والابواب والزجاج والكنبة؟
لماذا لا يتوقفون عن الصراخ امام الباب منادين ماما اذا قررت دخول الحمام (لا سمح الله مثلا)....

واذا فهم احد منكم لغة الامهات، فليخبرني لماذا تشتاق لهم الام اذا غابت عنهم بضع ساعات؟

الأربعاء، 16 فبراير 2011

جنا تتقدم بسرعة!



اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا!
اقولها في كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة ينبض فيها الدم في عروق جنتي الصغيرة، فكيف اذا رأيتها تنزل وتصعد الدرج لوحدها ومن دون اية مساعدة من الطابق الثاني الى الطابق الارضي ، لوحدها تماما ومن دون اية مساعدة!
وكانت تفعل ذلك بسعادة بالغة، سعادة من تاق الى الحرية لسنوات ونالها الآن! سعادة من تعب ليصل الى هدفه ووجد نفسه قد قطع اكثر من نصف المسافة اليه!
كانت تفعل ذلك بتوق كبير توق من تحدى عجزا فصار عجزه من الماضي، توق من وجد دعما كبيرا واراد اسعاد من دعمه!
جنا اصيبت بالشلل الدماغي منذ الولادة، لكنها تحدت الاصابة منذ اللحظة الاولى وتمكست بكل ما اوتيت من قوة غراماتها ال 900، بانبوب الاوكسيجين الذي ربطها بالحياة. قبل جسمها الصغير جدا الذي لم يتخط ال 30 سنتيمترا، كل الحليب الذي قدم لها من امهات مختلفات، والحليب الصناعي الذي يقدم للخدّج ايضا...
لم نعرف انها مصابة بذلك الا بعد ان تخطت الاشهر العشرة... ولم نجذع، على الاقل ليس بشكل كبير مثير للشفقة ، لم نصب بانهيار عصبي بل حمدنا الله الذي لا يحمد على كل خير سواه، على كل النعم التي نلناها ونالتها جنا!
خلال رحلة علاجها الطويلة، جنا لم تزرع سوى الفرح، انها نعمة بيتنا، كلام تقوله جدتاها وكل ما عرفها.
جنا التي كنا نأمل ان تزحف على الارض فقط لا غير حين لم تكن تتحرك البتة، تنزل وتصعد الدرج بكامله بمفردها اليوم!
حبيبة قلب ماما وبابا وخالتو وتيتا وجدو وكل من حولك، احبك!

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

درس الاملاء!



ماما: هيا وليد لدينا امتحان املاء في الغد يجب ان نراجع الكلمات
وليد: هل هي كثيرة ماما؟
ماما: لا حبيبي فقط 8 كلمات وانت تعرفها لاننا ندرسها منذ بداية الاسبوع
وليد: وهل العب بعد درس الاملاء؟
ماما: لا اعلم الآن يجب ان اراجع الكتب واتأكد من الواجبات.
وليد: ييي يعني لدي درس كثير ولن العب!
ماما: ما رأيك ان نبدأ بالدرس الآن بدل النقاش وننهيه بسرعة ثم تلعب كما تريد.
وليد: حسنا، ولكن لن اكتب على الورق بل على السبورة
(علما ان باب الصالون هو السبورة)
ماما: حسنا لا مشكلة هيا. احمل الطبشورة واكتب "ضباب".
وليد: لا استطيع اصوات الاطفال يلعبون في الخارج تزعجني ساخرج لاصرخ بهم!
ماما: لا ماما لا تخرج ما لنا ولهم، ابق هنا واكتب ضباب حبيبي، هيا!
وليد يكتب "ضاب با"
ماما: لا حبيبي هذا خطأ يجب ان تكتب ضباب هكذا، وتريه الطريقة الصحيحة.
وليد : حسنا ، اريد فواكه، انا جائع.
ماما: لا ماما لست جائعا، لقد انهينا تناول الطعام للتو. بعد الدرس تأكل ما تريد من الفواكه.
وليد يصر ويبكي ويصرخ ويمتنع عن الكتابة، وامام ماما حلين، اما ان تضربه فيبكي اكثر و لا ينتهي درس الاملاء قبل ساعة، اما ان تعطيه الفواكه وتأمل في ان ينتهي درس الاملاء في اقل من ساعة! واما ان يتدخل بابا وهو حتما سيراضي ماما ويخفف عنها التوتر بكلامه العذب وهدوءه الجميل، لكنه سيعطي وليد الفاكهة حتما، لان بابا لا يعلم ان وليد يتهرب من الدرس، وحنانه الكبير تجاهه لن يسمح له برؤية دموعه حتى ولو كانت زائفة.
والنتيجة ان ماما تقشر صحن فواكه لوليد مغلوبة على امرها!
وبعد دقائق،
ماما: اغسل يديك حتى نكمل الاملاء.
وليد: حسنا تعالي معي.
ماما: (بغضب) حسنا ماما امري لله ماما!
وبعد لحظات نعاود الاملاء.
ماما: اكتب ضباب وليد، لكن لا تخطئ هذه المرة
وليد يكتب "صاب" وكأنه لم يكتبها عشرات المرات منذ بداية الاسبوع.
ماما: سأكتبها لك بالشكل الصحيح على ان تنسخها بتركيز ودون اخطاء ثلاث مرات على امل ان تعرفها اثناء الامتحان غدا!
وليد: ثلاث مرات؟ كثير ماما. لا اريد.
ماما: ماذا تعلمنا ان نقول لماما؟
وليد: حاضر ماما!
ماما: حسنا اكتبها الآن.
فجأة تمتعض اسارير وليد ويعقد حاجبيه ويمسك بطنه ويصرخ: اريد الذهاب للحمام!
ماما تسأل: الآن؟ انت اكيد؟ - وليد : نعم نعم.
وندخل الحمام، وهذه عشر دقائق اخرى ستضيع من وقت الدرس. لكن هذه المرة ليست بيده، لكن توقيته ممتاز!
وللحوارات داخل الحمام وقفات اخرى في اليوميات لاحقا.
ونعود الى طاولة الدرس.
ماما: هيا اكتب ضباب
وليد: لا اريد ان اكتب على السبورة بل على الورقة وبالقلم الجديد.
ماما تغني اللهم طولك يا روح : حسنا ماما هيا تفضل. (تشعرون معي ان صبرها يكاد ينفذ).
وليد يكتب ضباب بشكل خاطئ ايضا، لكن ماما تنتقل رغم ذلك الى كلمة جديدة، على ان تحصي ما لا يعرفه للمراجعة الاخيرة، اذا بقي لها اي وقت قبل ان يغفو وليد على الطاولة امامه.
ماما: حسنا اكتب راضي
وليد: هذه اعرفها (ويكتبها فعلا بشكل صحيح، وتفرح ماما كثيرا لانها فكرت بالانتقال الى كلمة اخرى)
ماما: احسنت وليد انت رائع، الآن اكتب ضبع
وليد يبدو شارد الذهن: ماما هل استطيع ان اقدم الحلويات لرفاقي في الصف غدا، اشتري لي ما يناسب.
ماما: ما الذي جعلك تفكر في ذلك الآن، الآن وقت الدرس، وليس من مناسبة الآن لتقديم حلويات.
وليد: بلى اريد تقديم الحلويات لاصدقائي، انزلي معي الآن الى الدكان.
ماما: لا ليس الآن، لدي علبة حلويات جديدة، خذها معك في الغد، وركز في الاملاء الآن ارجوك. اكتب ضبع
وليد يكتب ضبع ويسأل ماما: لماذا كتب على هذا الدفتر رقم 100؟
ماما: لان فيه مئة ورقة
وليد: عديها لي ماما
ماما ترغب حتما ان تصرخ وتضرب وليد، لكنها تضحك وتقول ليس الآن، هل كتبت ضبع
وليد: نعم
ماما: حسنا اكتب حضن
وليد يسمع طرقا على الباب وماما تحذر "قل لاصحابك ان لديك امتحانات والوقت ليس مناسبا للعب الآن". وليد يفتح الباب ويعود مسرعا: ماما سيدخل اصدقائي ويجلسون هنا ينتظروني حتى اكمل دراستي ومن ثم العب معهم.
ماما ترفض قطعا وتخبر الاطفال ان وليد لديه امتحانات وتقفل الباب، وليد يصرخ ويستنجد ببابا، وبابا يؤكد له ان ماما على حق وان عليه ان يدرس. فيعود على مضض الى طاولة الدرس.
ماما: حسنا اكتب حضر
وليد: ماذا سندرس بعد الاملاء ماما؟
ماما: الرياضيات والقراءة
وليد: فقط؟
ماما: نعم فقط
وليد: ومن ثم العب؟
ماما: اذا لم ننه الدرس قبل الليل اين ومع من ستلعب ماما؟ هيا اكتب حضر هل تعرف كيف؟
وليد: اريد اقلام ملونة، اريد ان اكتب كل كلمة بلون مختلف
ماما: لماذااااا يا ربي؟ شو عاملي انااااااااااااااااا!
وليد: ماما انت بخير؟
ماما: نعم ماما انا بخير، حبيبي قلم الرصاص افضل حتى نمسح الاخطاء لكن الالوان لا تمحى!
وليد: حسنا.
ماما غير مصدقة انه وافق على امر ما، تقبل وليد وتثني على تصرفه الايجابي. لكن قبل نهاية الاملاء بكلمتين (من اصل 8!) يقرر وليد انه يريد ارتداء ثياب ironman . ماما ترفض.
ماما: حبيبي الآن لن تلعب فلن تحتاج لان تكون ايرون مان، ثم ان اخاك نام في الغرفة، ولن نحدث جلبة للبحث عما تريد الآن، ارجوك يجب ان ننهي الدرس.
وليد: حسنا اريد تغيير الحذاء!
ماما: (بغضب شديد) لقد طفح كيلي! توقف الآن عن الطلبات وادرس والا ضربتك ضربا مبرحا! هل تفهم؟
وليد: يتصنع الصراخ والبكاء الشديد!
ماما: حسنا نكمل الدرس عندما تتوقف عن البكاء، وان لم تفعل الآن ساتركك بدون درس وسترسب في الامتحان، ولن تنال اية هدايا حينها، وساعاقبك ولن تخرج للعب. هل تفهم؟
ثم انهى وليد الدروس كلها في اقل من ساعة بعد الساعتين الضائعتين لكنه لم يتوقف عن السؤال بعد كل كلمة يكتبها او يقرأها او مسألة رياضية يحلها، كم تبقى من الدرس؟ وهل سيلعب بعد الدرس؟
انهى الدروس طبعا في وقت متأخر، ونام كل اطفال الجيران، ووليد ايضا.


السبت، 12 فبراير 2011

مشهد في فيلم اثّر في امومتي!



للاطفال الصغار اساليب مبتكرة عن قصد او غير قصد لاستفزاز الاهل وربما الامهات اكثر، وجعلهن يفقدن اعصابهن فيصبح للاسف العقاب انتقام اكثر منه اسلوب تربية.
هل تغضبين مثلا اذا اوقع ابنك الصغير كوب العصير على السجادة وهي لما تصل بعد من المغسلة؟
هل تثورين اذا اوقع كيس الشيبس بفتافيته الصغيرة على كنبة الصالون والضيوف على وشك الوصول؟
هل تصرخين اذا غافلك طفلك ودخل الحمام ورمى العابه في المرحاض؟
هل تستائين اذا خطط الجدران بالقلم او ببصمات يديه المتوسخة بالشوكولا ؟
هل تغضبين اذا استمر ابنك الكبير بمنع اخوته باللعب بالعابه؟
هل تثورين اذا لم يكمل طفلك طعامه؟ او اذا اوقع الطبق كله على الارض النظيفة بعد ان تكوني نظفتها للتو؟
هل تصرخين وتعاقبين اذا لم نتيجة الامتحان مئة من مئة بعد ساعات وساعات من الدرس وحرق الاعصاب؟
هل تشعرين بالضيق اذا دعا ابنك ابناء الجيران للعب ونثروا محتويات صناديق الالعاب كلها في ارض الغرفة؟
هل تستائين اذا غيرت ابنتك رأيها بخصوص طبقها المفضل او ثوبها المفضل عشر مرات في اليوم؟
هل تنهرين ابنك اذا جعلك تنتظريه نصف ساعة ليختار حذاءه و لعبته المفضله قبل زيارة الجدة؟
هل تشعرين انك على حافة الجنون اذا اكتشفت ان ثوبك المفضل ملطخ ببقع لن تزول وان فرش السيارة النظيف تلون ببقع الحليب والعلكة والشوكولا؟

انا كنت من اولئك الامهات الى ان شاهدت فيلم Love happens حيث يقدم البطل النصح لمن فقدوا قريب او حبيب لتخطي الالم، ويصرخ به احدهم في احدى جلسات العلاج وهو يرفض نسيان الالم :
My son is dead instead of pissing me off by being a child!

بعد تلك العبارة من ذلك الفيلم لم يعد كل ما سبق مهما!

الجمعة، 11 فبراير 2011

التعزيز الايجابي في التربية.



لقد تعلمت من خلال عملي الاذاعي بعض الاساليب التربوية من المختصين ومنها اسلوب "ترهيبي" بسيط يقضي بوضع علامة X بعد كل تصرف سيء يقوم به الطفل على جدول معين وكل عدد من الاشارات يقابله عقاب معين. لكن هذا الاسلوب الذي حاولت تطبيقه مرارا لم يجد نفعا معي لاني كنت بداية احاول اخذ لعبة معينة من ابني وحرمانه من اللعب بها، وكنت بعد ذلك احزن على اللعبة المرمية فوق الخزانة او في المهملات لانها غالية الثمن ككل ما يشتريه بابا لوليد. ولان وليد رغم كل انواع العقاب من الحرمان من الخروج واللعب الى عدم شراء ما يطلب وعدم الذهاب الى الملاهي واخذ بعض العابه منه، لم يتحسن البتة ولم يتغير سلوكه العدواني. ولذلك قررت في يوم عكس الآية، قررت تعزيز السلوك الايجابي فيه، وبدل وضع اشارة X صرت اضع دائرة لكل تصرف جيد ومع كل مجموعة من 20 دائرة يستطيع وليد ان يشتري اللعبة التي يريد. فصار وليد يتناول عذاؤه او الجزء الاكبر منه على الاقل في المدرسة، اصبح يدرس درسه وصرت اسمع منه كلمة حاضر ماما من وقت لآخر، وهذا بحد ذاته كان يذهلني، صار يقبل ان يلعب مع اخوه واخته من وقت لآخر.
يتمسك برغبة اللعب اكثر من الدرس احيانا ويحاول البكاء والصراخ امام الباب، اتركه الى ان يمل من المحاولة ويأتي الي على مضض ليدرس، وكنا ننهي واجباته بين المزح والجد بسرعة كبيرة ويبقى وقت طويل للعب.
وبعد تعزيز التصرفات الايجابية ظهرت بشكل واضح الاسباب التي تجعله يتصرف بعدوانية مرفوضة او بالاحرى الهدف الاوحد، وهي الغيرة من شقيقه الاصغر والامثلة على ذلك كثيرة وسيأتي وقت واسردها لكم. والمشكلة ان عبدالله الصغير دمه خفيف جدا وهو طفل جميل ومحبوب تماما كوليد، ولكن الصغير له السبق في الدلع دائما! وهذا امر لا نستطيع حرمان الجميع منه حتى نسيطر على عدوانية حبيبي وليد.

الأربعاء، 9 فبراير 2011

وكبر ابن السادسة (2)



كان وليد دائما يراقب ابناء وبنات الجيران ينزلون الى الطابق الارضي ويشترون الحلويات والعصير من الدكان دون مراقبة الراشدين ويحسدهم بشدة، وكنت متمسكة بشدة ايضا برفضي السماح له بالنزول لان اباه كان يرفض الفكرة ايضا تماما!
قرر مرة النزول مع ابن الجيران الذي يصغره سنا الى الدكان، نزلا وعادا بسرعة ثم اتى واخبرني بكل فخر "بفعلته"! تمالكت نفسي ولم اغضب بل قررت ان اتصرف على نحو يجعله يخبرني بما يريد فعله قبل ان يقوم به، وهذا المهم ، بناء الثقة بيننا. فقلت له الحمدلله انك بخير وارجو ان تخبرني قبل ان تنزل في المرة القادمة. فرد بكل براءة اذا ستسمحين لي بالنزول؟ لن تعاقبيني؟ قلت لا لن اعاقبك لانك لم تخف الامر واخبرتني بالحقيقة، اخبرتني انك نزلت.
فاتى مباشرة وبعد ساعة وطلب النزول لشراء الشيبس له ولابن الجيران. فسمحت له على ان يبقى الامر سرا بيني وبينه دون اخبار والده.
توقعت ان يسأل عن السبب علما انه يعي تماما رفض بابا للامر، لكنه لم يسأل بل اعجب بالفكرة. فاتصلت بابيه واخبرته على الفور، بدا عليه القلق الشديد وطلب الا نعيد الكرة دون مرافقة احد منا.
فصار ينزل تارة معي وتارة مع خالتي وطورا مع الخادمة واحيانا قليلة مع ابن الجيران، وصارت الزيارات للطابق الارضي تطول و لا يكتفي بشراء الحلويات بل يرغب بالبقاء واللعب والسير حول العمارة وفي الاحياء المجاورة.
وصار ابن الجيران الذي من سنه يأتي ليلعب معه ويزوره وليد احيانا في بيته ايضا، ويقرران احيانا اخرى النزول للعب في الطابق الارضي . كنت اوافق رغبة مني بساعة من الهدوء في المنزل، لكني كنت اصاب بسرعة بتأنيب الضمير واسارع للاطمئنان على مكانه وحالته ومع من هو يلعب، لاني حتما لن اسامح نفسي اذا اصابه اي اذى.

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

وكبر ابن السادسة!

لا اذكر كم كان عمري تحديدا حين بدأت امي تسمح لي باللعب بعيدا عن البيت في "الحي"، لكني كنت حتما فوق العاشرة او ربما في الرابعة عشرة! خوفها علي لم يكن في حينها مبررا بالنسبة لي، لم اكن افهمه ولم اكن اتقبله ايضا. وان كان اللعب في الحي بات مسموحا الا انه ضمن شروط العودة الي البيت باكرا وشرط اللعب في بقعة تراها الوالدة من الشرفة او من شباك غرفتها. "بدي ياكي تضلي تحت نظري ماما" هكذا كانت تقول.... وهذا ما اقوله اليوم لابني: اريد ان اعرف اين انت في كل لحظة لاني اخاف عليك من اي اذى. اشرح له السبب لاني لقّبت امي بالظالمة في ليلة صيفية جميلة لانها اجبرتني على العودة الى البيت من الحي في الخامسة بينما لعب الاولاد الآخرون حتى التاسعة ليلا فقد كانت ايام الصيف طويلة والشمس لا تغرب قبل الثامنة.
اليوم وحين كنت اشاهد اولاد وبنات الجيران يلعبون في مدخل المبنى كنت اردد في نغسي اني لن اسمح لابني ابدا ان يلعب "تحت" فقط امام باب البيت ان اصر على الخروج. وظل هذا القانون ساريا في السنوات الماضية، لكن ابن السادسة اليوم فرد جناحيه، ولم تعد الفسحة امام البيت تكفيه. نعم كبر ابني وتغيرت اهتماماته وتغيرت القوانين معه، ولم ينفع معه اي قمع بل الحوار والحوار فقط.
اذكر اليوم كيف بدأ التغيير وكيف بتت اسمح له بالنزول من الطابق الثاني الى الطابق الارضي. وساخبركم القصة مفصلة في الغد!

خطواتها الاولى!

انها اربع خطوات صغيرة، الخطوات الاربع الاولى المستقلة بعد سبع سنوات من الصبر!
سبع سنوات فقدت فيها الامل عشرات المرات واعادته لي عشرات بل مئات المرات!
سبع سنوات حاربت هي فيها حزني بفرحها الدائم، وضعفي بالايمان النابع من قلبها الصغير، وتساؤلاتي بالحكمة المخفية في روحها،
روحها المتمسكة بالحياة.
سبع سنوات وهي تعي على طريقتها الخاصة انها ستصل الى الهدف.
سبع سنوات وهي تحارب العجز بعدم الاستسلام له.
سبع سنوات وهي تنتقل من رداء ابيض الى آخر حتى صار الاطباء اصدقاءها.
سبع سنوات وهي تنتقل من مبضع جراح لآخر علّها في كل مرة تكون المرة الاخيرة. ومن دواء لآخر بجدوى او دونها احيانا.
سبع سنوات وهي تكبر بالحب، والحب الذي تمنحه يوازي حتما الحب الذي يحيطها بل اكبر!
سبع سنوات والدكتور جمال يتابع نموها وتطورها الحركي اكثر من ماما وبابا. هو اخبرنا منذ البداية ان العلاج الطبيعي يحتاج الى صبر كبير والنتيجة لا نراها بين ليلة وضحاها، وها نحن بعد سبع سنوات بدأنا نحسب الخطوات الاولى.
مشت جنا في الامس اربع خطوات لوحدها تماما، كما لم تفعل يوما منذ ولادتها العسيرة. مشت نحو ماما التي غالبت دموعها لتفرح مع فرح جنا وتحتفل بنجاحها وتصفق لها، فازداد حماسها وعاودت الكرة ومشت ثانية.
هي صبرت ولم تستسلم يوما كما فعلت انا صبرت كما صبر معها بابا ومن حولها، كانت تقابل يأسي والمي وقلة صبري بالغناء والموسيقى والفرح واللعب، ببساطة لانها تعلم ان اليوم الذي سافرح فيه آت لا محالة، تعلم اليوم ان ايام الفرح بنجاحها بدأت!

السبت، 5 فبراير 2011

لئلا تضيع كلماته الاولى!


بدأت بوادر الكلام تظهر على بودي ابن السنة والاشهر الاربعة! بعد ماما وبابا ونانا اي جنا وبيبي اي وليد، قال وفاء بثقة وانطلاقة ويلفظها
wva2 . وبعد مياو للقطة وميا للماء ونيني لزجاجة الحليب ونامني لكل ما يؤكل، ردد "تيس" عندما قالها له بابا مازحا، وطار عقل بابا واظنه لم يرجع بعد!
وبعد جاكيت او حتما ما يشابهها من لفظ غريب ، يعرف تماما انها تعني الخروج لذلك يصر على ارتدائها بقوله : ابّس، اي البس!
يعشق الشرب من زجاجة الماء مباشرة ويغلقها بعد ذلك بنفسه! وبعد "بالدم بالدم" بالاشارة الى اغنية نجوى كرم بالروح بالدم اصبح يقلد حركات الرقص والدبكة من بابا وماما ووليد بكل سعادة ومن الطبيعي ان يلطم الجميع على وجهه دهشة! لانه لا مشهد يضاهي دهشة الطفل وفرحته باول تجربة في كل شيء وبالتقليد ايضا تحديدا!
كل ام ترى طفلها مميزا وانا اراه مميزا جدا جميلا ودمه خفيف ايضا! وما بشبع منه!

الثلاثاء، 1 فبراير 2011

الشغالة في اجازة!

المشهد العام: جلي مكوم، وغسيل مكدس، العاب تجتاح غرف البيت كافة، اطفال يصرخون ومطالبهم لا تتوقف
المشهد الخاص: ام تحاول اختبار قدرتها على ادارة البيت والاطفال من دون مساعدة!
النتيجة: فشل ذريع وانهيار عصبي وشيك!
المشهد العام: جنا تريد المعكرونة وترفض بشدة الارز فقط الآن. تصرخ مطالبة بالمعكرونة غير الجاهزة وماما تحاول تجهيزها في وقت قياسي. جنا تبكي. وليد يريد دخول الحمام ويحتاج مساعدة ماما، يصرخ ارجوك الآن لا استطيع الانتظار! عبدالله يوشك ان يفتح قفل باب المطبخ ويصل الي النار حيث تطهى المعكرونة!
المشهد الخاص: ماما محتارة بكاء جنا يزداد، اصرار وليد يزداد وشغب عبدالله لا حدود له وقد يؤذي نفسه.
الحل: ربما تسكت جنا اذا سمعت اغانيها المفضلة فيبكي عبدالله حبيس سريره عالي الجوانب حتى ينهي وليد نداء الطبيعة في الحمام!
النتيجة: لا حل يرضي الجميع، لان المهم ان يكون الجميع بامان رغم بعض الدموع!
المشهد العام: عبدالله نعسان ويريد النوم الآن والا لن يتوقف عن الصراخ والبكاء! جنا تريد ركوب الدراجة في الخارج الآن! والا لن تتوقف عن طرق الباب للخروج، وليد يريد دعوة رفاقه للعب في المنزل الآن والا لن يتوقف عن الرفس والشتم ورمي الالعاب هنا وهناك بعصبية تعلمها من ماما للاسف!
المشهد الخاص: ماما تتناول حبة ليكزوتانيل لتهدئة اعصابها وايجاد حل سريع!
الحل: حان وقت الاستنجاد ببابا والا لن ينفع اي حل. وعلى بابا ان يختار بين اللعب مع جنا في الخارج واقناع وليد بالانضمام اليهما مع رفاقه، او ان يضع الصغير في سريره ويهيء له اجواء النوم.
النتيجة: ماما لوحدها لن تستطيع القيام بكل مهامها لان الاطفال بخير لكن الجلي بعدو مكدس وكذلك الغسيل والالعاب في كل غرف البيت!

والسبب: الشغالة في اجازة!

السبت، 29 يناير 2011

ونجونا من العاصفة!



كان يوما مشمسا في يناير 2011 وشقيقتي الصغرى في زيارتنا في الامارات مع صديقتها. وقد جهزنا لرحلة في البر نعرفهما فيها على الطبيعة الصحراوية الجميلة. تأكدنا من حال الطقس من المركز الوطني للارصاد الجوية قبل يوم من الرحلة وتم اعداد التجهيزات من لوازم الاكل لحم ودجاج للشوي وغيره للمجبوس الاماراتي والخضار للتبولة والسلطة والسندويشات، والعاب الاطفال ومستلزماتهم . وخرجنا في موكب كبير يضم عددا من السيارات وكنت فرحة جدا باصطحاب اطفالي الثلاثة لان المجموعة كانت كبيرة والاهتمام بهم يصبح اسهل بوجود المحبين.
بدأ اليوم جميلا والجميع يتناوبون على ركوب الدراجات الصحراوية بمتعة كبيرة، وابني وليد يحفر الرمل بادوات يحبها وجنا تستمتع بالمرجيحة وعبدالله من يد ليد ومن قبلة لاخرى، الجميع مشغول بعمل ما، وانا كنت مسؤولة الكافيتريا اتفنن بتقديم السندويشات للجميع ، تصبيرة قبل ان يجهز الغذاء من لحم مشوي وبطاطا مشوية بالجبن ومجبوس يعده صديق زوجي خالد المطروشي!
ثم بدأ الشباب يتهامسون ان المطر يبدو قريبا، ففكرت ربما سحابة وتمر على خير دون ان تخرب جمعتنا. ادخلت الاطفال الى المجلس المغطى على ان نتلهى في الداخل الى ان تمر تلك "السحابة"، لكن حساباتي كانت خاطئة وحسابات الارصاد الجوية كذلك. اصبح المطر اقوى بسرعة كبيرة دون ان نفطن حتى لادخال ما يمكن ادخاله من حاجياتنا الى المجلس، وبدأت الريح تشتد بشكل اثار ذعر الصغار الذي تساءلوا عن تلك الاصوات القوية التي كان يسببها ارتطام الهواء بالاخشاب والحديد والشوادر، حاول الرجال حماية موقد النار في البداية، لكن سرعات ما انصب اهتمام الجميع على حماية الاطفال والنساء بعد ان رأينا حجم العاصمة القادمة في زوبعة سوداء كالافلام تماما مليئة بالبرد (بفتح الباء والراء) والبرق والرعد! لم تعد خيمة المجلس مكانا آمنا بعد ان اعتقدناها كذلك، فجلست الفتيات والنساء في الوسط يحمين الاطفال وانا ادعو الله ان يبقي اطفالي في حضني، انظر حولي غير مصدقة ما يحدث. علا صراخ جنا التي خافت كثيرا وخفت على وليد الذي كان لباسه خفيفا وعبدالله الذي كان الابعد عن حضني. كان المطر المحمل بالبرد يضرب جسمي وتسلل الماء الى المجلس الذي تحول الى بحيرة صغيرة باردة! خوفي ظهر في دموعي بعد ان رأيت زوجي راكعا صارخا بالدعاء، لا حول لنا ولا قوة على هول العاصفة الآن الا رب العالمين، فان الريح ترفع كل ما دربها، بدأت اصلي وادعي في قلبي الا ترفع العاصفة السقف عنا والا ترفع ابنائي بعيدا عني... رأيت الموت امامي وضعفت امام عجزي على حماية صغاري! كنت ما زلت اصرخ سحابة وتمر والرجال يحملون السجاد والوسائد والاغطية لحمايتنا... فادركت ان السحابة على ما يبدو لن تمر على خير خاصة بعد ان طار مبنى الحمام واصبح مبنى المطبخ الذي حجزت فيه خالتي مهددا والكل يصرخ انها في خطر، وتبين بعد ذلك انها الوحيدة التي كانت في اكبر مأمن! لكن العاصفة مرت!
وبعد ان خفت سرعة الرياح اسرعنا الى السيارات وكان كل هم زوجي ان يرسلنا الى البيت ليشعر ان الاطفال وانا بامان وكل من معنا. لم يستطع الاكل او النوم مدة يومين لان التوتر والقلق والخوف نالوا منه ما نالوا!
لم اكن في حياتي اكثر صبرا على شغب الابناء كما كنت في الايام التي تلت تلك الحادثة. واظنكم تعرفون السبب!

الأربعاء، 26 يناير 2011

كلماته الاولى!



عبد الله الصغير يبلغ من العمر سنة وخمسة اشهر، وبدأت كلماته الاولى اخيرا بالظهور. ابنة عمي رشا وهي صبية رائعة الجمال اليوم في سن المراهقة الصعب، تحدثت بجمل كاملة وسارت لوحدها دون مساعدة ولم تبلغ بعد السنة الاولى من عمرها. ذلك لا يعني اني كنت خائفة على بودي من تأخر الكلام، ولكن تذكرت رشا فاجريت المقارنة. بودي منذ فترة طويلة يفهم كل ما يقال له وينفذ كل ما يطلب منه، ويستمتع بالشغب، طفل جميل حماه الله ودمه خفيف ليس بشهادتي لان "القرد بعين امه غزال" ولكن بشهادة كل من يعرفه، ليس فقط الاقارب، بل ان سكان المبنى كلهم ينتظرون خروجه للعب للتقرب منه!
بدأ يتنبه لوجود القطة في موقف السيارات وصار يناديها "مياو" ويبحث عنها تحت السيارات في مشهد مثير للدهشة! نعم ان الدهشة في عيون الاطفال التي هي اجمل ما في الدنيا بشهادة كبار الفلاسفة تنتقل الى اهلهم ومن حولهم بسرعة كبيرة لتعيد احياء دقات القلب وترفع ادرينالين السعادة! يعني شي زغير طوله لا يتعدى عشرات السنتيمترات يسير باحثا عن القطة "مياو"!
وكونه يعرف ان لا خروج قبل ارتداء السترة فقد ذهب باحثا عن الجاكيت عندما طلبتها منه وجر الجدة الى خلف الباب حيث هي معلقة ودل عليها وحملها وعاد راكضا نحو باب البيت. البسته الجاكيت وخرجنا للعب، وعندما قابل والده في مدخل المبنى، ابدا بابا فرحته بالجاكيت الذي اشتراه له وساله فرحا "شو لابس عبودي؟" فنطق عبودي بكلمته الجميلة "جاكيت" هازا راسه فرحا! ويا عين على ردة فعل الجميع! من يرانا من بعيد يقول مجانين! طبعا مجانين كلمات الطفل الاولى تثير الدهشة وتعيدنا اطفالا نرى الحياة جميلة كما هي في عيونهم، حب وقبلات واحضان واستكشاف، والكثير من الاستكشاف ايضا!

الاثنين، 24 يناير 2011

ابني مريض!



ابني يمرض كثيرا بمعدل شهري احيانا بسبب التهاب اللوز واحتقام الانف والحنجرة. والمرض يجلب له السعادة ليس لانه يحب الادوية والعلاج ولكن لانه يعشق التغيب عن اليوم الدراسي. مرض هذا الاسبوع وكان اسبوع امتحانات والغياب مستحيل. وبدأت في المنزل معارك الدراسة مع الم في رأسه وبطنه ونعس شديد، وحضرتي التي تعاني من عقدة علامات بنات صديقاتي المرتفعة وعلامات ابني المتوسطة، ارغب بان يتقدم في كل امتحان ولذلك اكثف ساعات الدرس على حساب ساعات اللعب وعلى حساب وقت اقضيه مع اخوته! حتى انه انهار حبيبي باكيا في احد الايام واصبحت 2+5 تساوي 25!
اعرف بماذا تفكرون "اني عم زيدا عالصبي"! ابي الذي يحب وليد كثيرا قال لي اتركيه براحته "مش ضروري العلامات العالية". ولاني اتركه براحته بعيدا عن الامتحانات فاني ادفع الثمن قرب الامتحانات كونه لم يدرس شيئا الا في اللحظات الاخيرة.
انا المسؤولة وارساء النظام بيدي وهو حتما يريحني ويريح ابنائي واهل بيتي وزوجي اولا واخيرا! فهل سافلح في ذلك؟ حاولت مرارا ويبدو اني ساصبح قريبة من الهدف قريبا جدا!