الأربعاء، 9 فبراير 2011

وكبر ابن السادسة (2)



كان وليد دائما يراقب ابناء وبنات الجيران ينزلون الى الطابق الارضي ويشترون الحلويات والعصير من الدكان دون مراقبة الراشدين ويحسدهم بشدة، وكنت متمسكة بشدة ايضا برفضي السماح له بالنزول لان اباه كان يرفض الفكرة ايضا تماما!
قرر مرة النزول مع ابن الجيران الذي يصغره سنا الى الدكان، نزلا وعادا بسرعة ثم اتى واخبرني بكل فخر "بفعلته"! تمالكت نفسي ولم اغضب بل قررت ان اتصرف على نحو يجعله يخبرني بما يريد فعله قبل ان يقوم به، وهذا المهم ، بناء الثقة بيننا. فقلت له الحمدلله انك بخير وارجو ان تخبرني قبل ان تنزل في المرة القادمة. فرد بكل براءة اذا ستسمحين لي بالنزول؟ لن تعاقبيني؟ قلت لا لن اعاقبك لانك لم تخف الامر واخبرتني بالحقيقة، اخبرتني انك نزلت.
فاتى مباشرة وبعد ساعة وطلب النزول لشراء الشيبس له ولابن الجيران. فسمحت له على ان يبقى الامر سرا بيني وبينه دون اخبار والده.
توقعت ان يسأل عن السبب علما انه يعي تماما رفض بابا للامر، لكنه لم يسأل بل اعجب بالفكرة. فاتصلت بابيه واخبرته على الفور، بدا عليه القلق الشديد وطلب الا نعيد الكرة دون مرافقة احد منا.
فصار ينزل تارة معي وتارة مع خالتي وطورا مع الخادمة واحيانا قليلة مع ابن الجيران، وصارت الزيارات للطابق الارضي تطول و لا يكتفي بشراء الحلويات بل يرغب بالبقاء واللعب والسير حول العمارة وفي الاحياء المجاورة.
وصار ابن الجيران الذي من سنه يأتي ليلعب معه ويزوره وليد احيانا في بيته ايضا، ويقرران احيانا اخرى النزول للعب في الطابق الارضي . كنت اوافق رغبة مني بساعة من الهدوء في المنزل، لكني كنت اصاب بسرعة بتأنيب الضمير واسارع للاطمئنان على مكانه وحالته ومع من هو يلعب، لاني حتما لن اسامح نفسي اذا اصابه اي اذى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق