لا اذكر كم كان عمري تحديدا حين بدأت امي تسمح لي باللعب بعيدا عن البيت في "الحي"، لكني كنت حتما فوق العاشرة او ربما في الرابعة عشرة! خوفها علي لم يكن في حينها مبررا بالنسبة لي، لم اكن افهمه ولم اكن اتقبله ايضا. وان كان اللعب في الحي بات مسموحا الا انه ضمن شروط العودة الي البيت باكرا وشرط اللعب في بقعة تراها الوالدة من الشرفة او من شباك غرفتها. "بدي ياكي تضلي تحت نظري ماما" هكذا كانت تقول.... وهذا ما اقوله اليوم لابني: اريد ان اعرف اين انت في كل لحظة لاني اخاف عليك من اي اذى. اشرح له السبب لاني لقّبت امي بالظالمة في ليلة صيفية جميلة لانها اجبرتني على العودة الى البيت من الحي في الخامسة بينما لعب الاولاد الآخرون حتى التاسعة ليلا فقد كانت ايام الصيف طويلة والشمس لا تغرب قبل الثامنة.اليوم وحين كنت اشاهد اولاد وبنات الجيران يلعبون في مدخل المبنى كنت اردد في نغسي اني لن اسمح لابني ابدا ان يلعب "تحت" فقط امام باب البيت ان اصر على الخروج. وظل هذا القانون ساريا في السنوات الماضية، لكن ابن السادسة اليوم فرد جناحيه، ولم تعد الفسحة امام البيت تكفيه. نعم كبر ابني وتغيرت اهتماماته وتغيرت القوانين معه، ولم ينفع معه اي قمع بل الحوار والحوار فقط.
اذكر اليوم كيف بدأ التغيير وكيف بتت اسمح له بالنزول من الطابق الثاني الى الطابق الارضي. وساخبركم القصة مفصلة في الغد!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق