
ماما: هيا وليد لدينا امتحان املاء في الغد يجب ان نراجع الكلماتوليد: هل هي كثيرة ماما؟
ماما: لا حبيبي فقط 8 كلمات وانت تعرفها لاننا ندرسها منذ بداية الاسبوع
وليد: وهل العب بعد درس الاملاء؟
ماما: لا اعلم الآن يجب ان اراجع الكتب واتأكد من الواجبات.
وليد: ييي يعني لدي درس كثير ولن العب!
ماما: ما رأيك ان نبدأ بالدرس الآن بدل النقاش وننهيه بسرعة ثم تلعب كما تريد.
وليد: حسنا، ولكن لن اكتب على الورق بل على السبورة
(علما ان باب الصالون هو السبورة)
ماما: حسنا لا مشكلة هيا. احمل الطبشورة واكتب "ضباب".
وليد: لا استطيع اصوات الاطفال يلعبون في الخارج تزعجني ساخرج لاصرخ بهم!
ماما: لا ماما لا تخرج ما لنا ولهم، ابق هنا واكتب ضباب حبيبي، هيا!
وليد يكتب "ضاب با"
ماما: لا حبيبي هذا خطأ يجب ان تكتب ضباب هكذا، وتريه الطريقة الصحيحة.
وليد : حسنا ، اريد فواكه، انا جائع.
ماما: لا ماما لست جائعا، لقد انهينا تناول الطعام للتو. بعد الدرس تأكل ما تريد من الفواكه.
وليد يصر ويبكي ويصرخ ويمتنع عن الكتابة، وامام ماما حلين، اما ان تضربه فيبكي اكثر و لا ينتهي درس الاملاء قبل ساعة، اما ان تعطيه الفواكه وتأمل في ان ينتهي درس الاملاء في اقل من ساعة! واما ان يتدخل بابا وهو حتما سيراضي ماما ويخفف عنها التوتر بكلامه العذب وهدوءه الجميل، لكنه سيعطي وليد الفاكهة حتما، لان بابا لا يعلم ان وليد يتهرب من الدرس، وحنانه الكبير تجاهه لن يسمح له برؤية دموعه حتى ولو كانت زائفة.
والنتيجة ان ماما تقشر صحن فواكه لوليد مغلوبة على امرها!
وبعد دقائق،
ماما: اغسل يديك حتى نكمل الاملاء.
وليد: حسنا تعالي معي.
ماما: (بغضب) حسنا ماما امري لله ماما!
وبعد لحظات نعاود الاملاء.
ماما: اكتب ضباب وليد، لكن لا تخطئ هذه المرة
وليد يكتب "صاب" وكأنه لم يكتبها عشرات المرات منذ بداية الاسبوع.
ماما: سأكتبها لك بالشكل الصحيح على ان تنسخها بتركيز ودون اخطاء ثلاث مرات على امل ان تعرفها اثناء الامتحان غدا!
وليد: ثلاث مرات؟ كثير ماما. لا اريد.
ماما: ماذا تعلمنا ان نقول لماما؟
وليد: حاضر ماما!
ماما: حسنا اكتبها الآن.
فجأة تمتعض اسارير وليد ويعقد حاجبيه ويمسك بطنه ويصرخ: اريد الذهاب للحمام!
ماما تسأل: الآن؟ انت اكيد؟ - وليد : نعم نعم.
وندخل الحمام، وهذه عشر دقائق اخرى ستضيع من وقت الدرس. لكن هذه المرة ليست بيده، لكن توقيته ممتاز!
وللحوارات داخل الحمام وقفات اخرى في اليوميات لاحقا.
ونعود الى طاولة الدرس.
ماما: هيا اكتب ضباب
وليد: لا اريد ان اكتب على السبورة بل على الورقة وبالقلم الجديد.
ماما تغني اللهم طولك يا روح : حسنا ماما هيا تفضل. (تشعرون معي ان صبرها يكاد ينفذ).
وليد يكتب ضباب بشكل خاطئ ايضا، لكن ماما تنتقل رغم ذلك الى كلمة جديدة، على ان تحصي ما لا يعرفه للمراجعة الاخيرة، اذا بقي لها اي وقت قبل ان يغفو وليد على الطاولة امامه.
ماما: حسنا اكتب راضي
وليد: هذه اعرفها (ويكتبها فعلا بشكل صحيح، وتفرح ماما كثيرا لانها فكرت بالانتقال الى كلمة اخرى)
ماما: احسنت وليد انت رائع، الآن اكتب ضبع
وليد يبدو شارد الذهن: ماما هل استطيع ان اقدم الحلويات لرفاقي في الصف غدا، اشتري لي ما يناسب.
ماما: ما الذي جعلك تفكر في ذلك الآن، الآن وقت الدرس، وليس من مناسبة الآن لتقديم حلويات.
وليد: بلى اريد تقديم الحلويات لاصدقائي، انزلي معي الآن الى الدكان.
ماما: لا ليس الآن، لدي علبة حلويات جديدة، خذها معك في الغد، وركز في الاملاء الآن ارجوك. اكتب ضبع
وليد يكتب ضبع ويسأل ماما: لماذا كتب على هذا الدفتر رقم 100؟
ماما: لان فيه مئة ورقة
وليد: عديها لي ماما
ماما ترغب حتما ان تصرخ وتضرب وليد، لكنها تضحك وتقول ليس الآن، هل كتبت ضبع
وليد: نعم
ماما: حسنا اكتب حضن
وليد يسمع طرقا على الباب وماما تحذر "قل لاصحابك ان لديك امتحانات والوقت ليس مناسبا للعب الآن". وليد يفتح الباب ويعود مسرعا: ماما سيدخل اصدقائي ويجلسون هنا ينتظروني حتى اكمل دراستي ومن ثم العب معهم.
ماما ترفض قطعا وتخبر الاطفال ان وليد لديه امتحانات وتقفل الباب، وليد يصرخ ويستنجد ببابا، وبابا يؤكد له ان ماما على حق وان عليه ان يدرس. فيعود على مضض الى طاولة الدرس.
ماما: حسنا اكتب حضر
وليد: ماذا سندرس بعد الاملاء ماما؟
ماما: الرياضيات والقراءة
وليد: فقط؟
ماما: نعم فقط
وليد: ومن ثم العب؟
ماما: اذا لم ننه الدرس قبل الليل اين ومع من ستلعب ماما؟ هيا اكتب حضر هل تعرف كيف؟
وليد: اريد اقلام ملونة، اريد ان اكتب كل كلمة بلون مختلف
ماما: لماذااااا يا ربي؟ شو عاملي انااااااااااااااااا!
وليد: ماما انت بخير؟
ماما: نعم ماما انا بخير، حبيبي قلم الرصاص افضل حتى نمسح الاخطاء لكن الالوان لا تمحى!
وليد: حسنا.
ماما غير مصدقة انه وافق على امر ما، تقبل وليد وتثني على تصرفه الايجابي. لكن قبل نهاية الاملاء بكلمتين (من اصل 8!) يقرر وليد انه يريد ارتداء ثياب ironman . ماما ترفض.
ماما: حبيبي الآن لن تلعب فلن تحتاج لان تكون ايرون مان، ثم ان اخاك نام في الغرفة، ولن نحدث جلبة للبحث عما تريد الآن، ارجوك يجب ان ننهي الدرس.
وليد: حسنا اريد تغيير الحذاء!
ماما: (بغضب شديد) لقد طفح كيلي! توقف الآن عن الطلبات وادرس والا ضربتك ضربا مبرحا! هل تفهم؟
وليد: يتصنع الصراخ والبكاء الشديد!
ماما: حسنا نكمل الدرس عندما تتوقف عن البكاء، وان لم تفعل الآن ساتركك بدون درس وسترسب في الامتحان، ولن تنال اية هدايا حينها، وساعاقبك ولن تخرج للعب. هل تفهم؟
ثم انهى وليد الدروس كلها في اقل من ساعة بعد الساعتين الضائعتين لكنه لم يتوقف عن السؤال بعد كل كلمة يكتبها او يقرأها او مسألة رياضية يحلها، كم تبقى من الدرس؟ وهل سيلعب بعد الدرس؟
انهى الدروس طبعا في وقت متأخر، ونام كل اطفال الجيران، ووليد ايضا.