السبت، 26 فبراير 2011

لمن يفهم لغة الاطفال، رجاء اسألوهم!


اذا كنتم تفهمون لغة الاطفال او تعرفون من يفهم لغة الاطفال، رجاء اسألوهم او حاولوا ان تفهموا الاسباب!
اريد ان اعرف لماذا يسكبون العصير المركز على السجادة النظيفة؟
لماذا يحورون ويدورون حول فناجين القهوة الى ان تسكب في اي مكان؟
لماذا يصحون في السادسة صباحا ويظل نشاطهم في اطراد حتى بعد منتصف الليل؟
لماذا يهوون تقليد القرود عندما يكون كيل ماما قد طفح؟
لماذا يصرخون في كل الاوقات، بسبب وبغير سبب صراخا هستيريا؟
لماذا اللعبة المفضلة هي الموبايل؟
لماذا الالعاب المفضلة الاخرى هي محتوات خزانة ماما؟
لماذا يفرغون كوب العصير فوق طبق الطعام؟
لماذا يفرغون طبق الطعام على الارض؟
لماذا اليدين الصغيرتين الوسختين بالفواكه والشوكولا والزيوت والكاتشاب تترك بصماتها على الجدارن والابواب والزجاج والكنبة؟
لماذا لا يتوقفون عن الصراخ امام الباب منادين ماما اذا قررت دخول الحمام (لا سمح الله مثلا)....

واذا فهم احد منكم لغة الامهات، فليخبرني لماذا تشتاق لهم الام اذا غابت عنهم بضع ساعات؟

الأربعاء، 16 فبراير 2011

جنا تتقدم بسرعة!



اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا!
اقولها في كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة ينبض فيها الدم في عروق جنتي الصغيرة، فكيف اذا رأيتها تنزل وتصعد الدرج لوحدها ومن دون اية مساعدة من الطابق الثاني الى الطابق الارضي ، لوحدها تماما ومن دون اية مساعدة!
وكانت تفعل ذلك بسعادة بالغة، سعادة من تاق الى الحرية لسنوات ونالها الآن! سعادة من تعب ليصل الى هدفه ووجد نفسه قد قطع اكثر من نصف المسافة اليه!
كانت تفعل ذلك بتوق كبير توق من تحدى عجزا فصار عجزه من الماضي، توق من وجد دعما كبيرا واراد اسعاد من دعمه!
جنا اصيبت بالشلل الدماغي منذ الولادة، لكنها تحدت الاصابة منذ اللحظة الاولى وتمكست بكل ما اوتيت من قوة غراماتها ال 900، بانبوب الاوكسيجين الذي ربطها بالحياة. قبل جسمها الصغير جدا الذي لم يتخط ال 30 سنتيمترا، كل الحليب الذي قدم لها من امهات مختلفات، والحليب الصناعي الذي يقدم للخدّج ايضا...
لم نعرف انها مصابة بذلك الا بعد ان تخطت الاشهر العشرة... ولم نجذع، على الاقل ليس بشكل كبير مثير للشفقة ، لم نصب بانهيار عصبي بل حمدنا الله الذي لا يحمد على كل خير سواه، على كل النعم التي نلناها ونالتها جنا!
خلال رحلة علاجها الطويلة، جنا لم تزرع سوى الفرح، انها نعمة بيتنا، كلام تقوله جدتاها وكل ما عرفها.
جنا التي كنا نأمل ان تزحف على الارض فقط لا غير حين لم تكن تتحرك البتة، تنزل وتصعد الدرج بكامله بمفردها اليوم!
حبيبة قلب ماما وبابا وخالتو وتيتا وجدو وكل من حولك، احبك!

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

درس الاملاء!



ماما: هيا وليد لدينا امتحان املاء في الغد يجب ان نراجع الكلمات
وليد: هل هي كثيرة ماما؟
ماما: لا حبيبي فقط 8 كلمات وانت تعرفها لاننا ندرسها منذ بداية الاسبوع
وليد: وهل العب بعد درس الاملاء؟
ماما: لا اعلم الآن يجب ان اراجع الكتب واتأكد من الواجبات.
وليد: ييي يعني لدي درس كثير ولن العب!
ماما: ما رأيك ان نبدأ بالدرس الآن بدل النقاش وننهيه بسرعة ثم تلعب كما تريد.
وليد: حسنا، ولكن لن اكتب على الورق بل على السبورة
(علما ان باب الصالون هو السبورة)
ماما: حسنا لا مشكلة هيا. احمل الطبشورة واكتب "ضباب".
وليد: لا استطيع اصوات الاطفال يلعبون في الخارج تزعجني ساخرج لاصرخ بهم!
ماما: لا ماما لا تخرج ما لنا ولهم، ابق هنا واكتب ضباب حبيبي، هيا!
وليد يكتب "ضاب با"
ماما: لا حبيبي هذا خطأ يجب ان تكتب ضباب هكذا، وتريه الطريقة الصحيحة.
وليد : حسنا ، اريد فواكه، انا جائع.
ماما: لا ماما لست جائعا، لقد انهينا تناول الطعام للتو. بعد الدرس تأكل ما تريد من الفواكه.
وليد يصر ويبكي ويصرخ ويمتنع عن الكتابة، وامام ماما حلين، اما ان تضربه فيبكي اكثر و لا ينتهي درس الاملاء قبل ساعة، اما ان تعطيه الفواكه وتأمل في ان ينتهي درس الاملاء في اقل من ساعة! واما ان يتدخل بابا وهو حتما سيراضي ماما ويخفف عنها التوتر بكلامه العذب وهدوءه الجميل، لكنه سيعطي وليد الفاكهة حتما، لان بابا لا يعلم ان وليد يتهرب من الدرس، وحنانه الكبير تجاهه لن يسمح له برؤية دموعه حتى ولو كانت زائفة.
والنتيجة ان ماما تقشر صحن فواكه لوليد مغلوبة على امرها!
وبعد دقائق،
ماما: اغسل يديك حتى نكمل الاملاء.
وليد: حسنا تعالي معي.
ماما: (بغضب) حسنا ماما امري لله ماما!
وبعد لحظات نعاود الاملاء.
ماما: اكتب ضباب وليد، لكن لا تخطئ هذه المرة
وليد يكتب "صاب" وكأنه لم يكتبها عشرات المرات منذ بداية الاسبوع.
ماما: سأكتبها لك بالشكل الصحيح على ان تنسخها بتركيز ودون اخطاء ثلاث مرات على امل ان تعرفها اثناء الامتحان غدا!
وليد: ثلاث مرات؟ كثير ماما. لا اريد.
ماما: ماذا تعلمنا ان نقول لماما؟
وليد: حاضر ماما!
ماما: حسنا اكتبها الآن.
فجأة تمتعض اسارير وليد ويعقد حاجبيه ويمسك بطنه ويصرخ: اريد الذهاب للحمام!
ماما تسأل: الآن؟ انت اكيد؟ - وليد : نعم نعم.
وندخل الحمام، وهذه عشر دقائق اخرى ستضيع من وقت الدرس. لكن هذه المرة ليست بيده، لكن توقيته ممتاز!
وللحوارات داخل الحمام وقفات اخرى في اليوميات لاحقا.
ونعود الى طاولة الدرس.
ماما: هيا اكتب ضباب
وليد: لا اريد ان اكتب على السبورة بل على الورقة وبالقلم الجديد.
ماما تغني اللهم طولك يا روح : حسنا ماما هيا تفضل. (تشعرون معي ان صبرها يكاد ينفذ).
وليد يكتب ضباب بشكل خاطئ ايضا، لكن ماما تنتقل رغم ذلك الى كلمة جديدة، على ان تحصي ما لا يعرفه للمراجعة الاخيرة، اذا بقي لها اي وقت قبل ان يغفو وليد على الطاولة امامه.
ماما: حسنا اكتب راضي
وليد: هذه اعرفها (ويكتبها فعلا بشكل صحيح، وتفرح ماما كثيرا لانها فكرت بالانتقال الى كلمة اخرى)
ماما: احسنت وليد انت رائع، الآن اكتب ضبع
وليد يبدو شارد الذهن: ماما هل استطيع ان اقدم الحلويات لرفاقي في الصف غدا، اشتري لي ما يناسب.
ماما: ما الذي جعلك تفكر في ذلك الآن، الآن وقت الدرس، وليس من مناسبة الآن لتقديم حلويات.
وليد: بلى اريد تقديم الحلويات لاصدقائي، انزلي معي الآن الى الدكان.
ماما: لا ليس الآن، لدي علبة حلويات جديدة، خذها معك في الغد، وركز في الاملاء الآن ارجوك. اكتب ضبع
وليد يكتب ضبع ويسأل ماما: لماذا كتب على هذا الدفتر رقم 100؟
ماما: لان فيه مئة ورقة
وليد: عديها لي ماما
ماما ترغب حتما ان تصرخ وتضرب وليد، لكنها تضحك وتقول ليس الآن، هل كتبت ضبع
وليد: نعم
ماما: حسنا اكتب حضن
وليد يسمع طرقا على الباب وماما تحذر "قل لاصحابك ان لديك امتحانات والوقت ليس مناسبا للعب الآن". وليد يفتح الباب ويعود مسرعا: ماما سيدخل اصدقائي ويجلسون هنا ينتظروني حتى اكمل دراستي ومن ثم العب معهم.
ماما ترفض قطعا وتخبر الاطفال ان وليد لديه امتحانات وتقفل الباب، وليد يصرخ ويستنجد ببابا، وبابا يؤكد له ان ماما على حق وان عليه ان يدرس. فيعود على مضض الى طاولة الدرس.
ماما: حسنا اكتب حضر
وليد: ماذا سندرس بعد الاملاء ماما؟
ماما: الرياضيات والقراءة
وليد: فقط؟
ماما: نعم فقط
وليد: ومن ثم العب؟
ماما: اذا لم ننه الدرس قبل الليل اين ومع من ستلعب ماما؟ هيا اكتب حضر هل تعرف كيف؟
وليد: اريد اقلام ملونة، اريد ان اكتب كل كلمة بلون مختلف
ماما: لماذااااا يا ربي؟ شو عاملي انااااااااااااااااا!
وليد: ماما انت بخير؟
ماما: نعم ماما انا بخير، حبيبي قلم الرصاص افضل حتى نمسح الاخطاء لكن الالوان لا تمحى!
وليد: حسنا.
ماما غير مصدقة انه وافق على امر ما، تقبل وليد وتثني على تصرفه الايجابي. لكن قبل نهاية الاملاء بكلمتين (من اصل 8!) يقرر وليد انه يريد ارتداء ثياب ironman . ماما ترفض.
ماما: حبيبي الآن لن تلعب فلن تحتاج لان تكون ايرون مان، ثم ان اخاك نام في الغرفة، ولن نحدث جلبة للبحث عما تريد الآن، ارجوك يجب ان ننهي الدرس.
وليد: حسنا اريد تغيير الحذاء!
ماما: (بغضب شديد) لقد طفح كيلي! توقف الآن عن الطلبات وادرس والا ضربتك ضربا مبرحا! هل تفهم؟
وليد: يتصنع الصراخ والبكاء الشديد!
ماما: حسنا نكمل الدرس عندما تتوقف عن البكاء، وان لم تفعل الآن ساتركك بدون درس وسترسب في الامتحان، ولن تنال اية هدايا حينها، وساعاقبك ولن تخرج للعب. هل تفهم؟
ثم انهى وليد الدروس كلها في اقل من ساعة بعد الساعتين الضائعتين لكنه لم يتوقف عن السؤال بعد كل كلمة يكتبها او يقرأها او مسألة رياضية يحلها، كم تبقى من الدرس؟ وهل سيلعب بعد الدرس؟
انهى الدروس طبعا في وقت متأخر، ونام كل اطفال الجيران، ووليد ايضا.


السبت، 12 فبراير 2011

مشهد في فيلم اثّر في امومتي!



للاطفال الصغار اساليب مبتكرة عن قصد او غير قصد لاستفزاز الاهل وربما الامهات اكثر، وجعلهن يفقدن اعصابهن فيصبح للاسف العقاب انتقام اكثر منه اسلوب تربية.
هل تغضبين مثلا اذا اوقع ابنك الصغير كوب العصير على السجادة وهي لما تصل بعد من المغسلة؟
هل تثورين اذا اوقع كيس الشيبس بفتافيته الصغيرة على كنبة الصالون والضيوف على وشك الوصول؟
هل تصرخين اذا غافلك طفلك ودخل الحمام ورمى العابه في المرحاض؟
هل تستائين اذا خطط الجدران بالقلم او ببصمات يديه المتوسخة بالشوكولا ؟
هل تغضبين اذا استمر ابنك الكبير بمنع اخوته باللعب بالعابه؟
هل تثورين اذا لم يكمل طفلك طعامه؟ او اذا اوقع الطبق كله على الارض النظيفة بعد ان تكوني نظفتها للتو؟
هل تصرخين وتعاقبين اذا لم نتيجة الامتحان مئة من مئة بعد ساعات وساعات من الدرس وحرق الاعصاب؟
هل تشعرين بالضيق اذا دعا ابنك ابناء الجيران للعب ونثروا محتويات صناديق الالعاب كلها في ارض الغرفة؟
هل تستائين اذا غيرت ابنتك رأيها بخصوص طبقها المفضل او ثوبها المفضل عشر مرات في اليوم؟
هل تنهرين ابنك اذا جعلك تنتظريه نصف ساعة ليختار حذاءه و لعبته المفضله قبل زيارة الجدة؟
هل تشعرين انك على حافة الجنون اذا اكتشفت ان ثوبك المفضل ملطخ ببقع لن تزول وان فرش السيارة النظيف تلون ببقع الحليب والعلكة والشوكولا؟

انا كنت من اولئك الامهات الى ان شاهدت فيلم Love happens حيث يقدم البطل النصح لمن فقدوا قريب او حبيب لتخطي الالم، ويصرخ به احدهم في احدى جلسات العلاج وهو يرفض نسيان الالم :
My son is dead instead of pissing me off by being a child!

بعد تلك العبارة من ذلك الفيلم لم يعد كل ما سبق مهما!

الجمعة، 11 فبراير 2011

التعزيز الايجابي في التربية.



لقد تعلمت من خلال عملي الاذاعي بعض الاساليب التربوية من المختصين ومنها اسلوب "ترهيبي" بسيط يقضي بوضع علامة X بعد كل تصرف سيء يقوم به الطفل على جدول معين وكل عدد من الاشارات يقابله عقاب معين. لكن هذا الاسلوب الذي حاولت تطبيقه مرارا لم يجد نفعا معي لاني كنت بداية احاول اخذ لعبة معينة من ابني وحرمانه من اللعب بها، وكنت بعد ذلك احزن على اللعبة المرمية فوق الخزانة او في المهملات لانها غالية الثمن ككل ما يشتريه بابا لوليد. ولان وليد رغم كل انواع العقاب من الحرمان من الخروج واللعب الى عدم شراء ما يطلب وعدم الذهاب الى الملاهي واخذ بعض العابه منه، لم يتحسن البتة ولم يتغير سلوكه العدواني. ولذلك قررت في يوم عكس الآية، قررت تعزيز السلوك الايجابي فيه، وبدل وضع اشارة X صرت اضع دائرة لكل تصرف جيد ومع كل مجموعة من 20 دائرة يستطيع وليد ان يشتري اللعبة التي يريد. فصار وليد يتناول عذاؤه او الجزء الاكبر منه على الاقل في المدرسة، اصبح يدرس درسه وصرت اسمع منه كلمة حاضر ماما من وقت لآخر، وهذا بحد ذاته كان يذهلني، صار يقبل ان يلعب مع اخوه واخته من وقت لآخر.
يتمسك برغبة اللعب اكثر من الدرس احيانا ويحاول البكاء والصراخ امام الباب، اتركه الى ان يمل من المحاولة ويأتي الي على مضض ليدرس، وكنا ننهي واجباته بين المزح والجد بسرعة كبيرة ويبقى وقت طويل للعب.
وبعد تعزيز التصرفات الايجابية ظهرت بشكل واضح الاسباب التي تجعله يتصرف بعدوانية مرفوضة او بالاحرى الهدف الاوحد، وهي الغيرة من شقيقه الاصغر والامثلة على ذلك كثيرة وسيأتي وقت واسردها لكم. والمشكلة ان عبدالله الصغير دمه خفيف جدا وهو طفل جميل ومحبوب تماما كوليد، ولكن الصغير له السبق في الدلع دائما! وهذا امر لا نستطيع حرمان الجميع منه حتى نسيطر على عدوانية حبيبي وليد.

الأربعاء، 9 فبراير 2011

وكبر ابن السادسة (2)



كان وليد دائما يراقب ابناء وبنات الجيران ينزلون الى الطابق الارضي ويشترون الحلويات والعصير من الدكان دون مراقبة الراشدين ويحسدهم بشدة، وكنت متمسكة بشدة ايضا برفضي السماح له بالنزول لان اباه كان يرفض الفكرة ايضا تماما!
قرر مرة النزول مع ابن الجيران الذي يصغره سنا الى الدكان، نزلا وعادا بسرعة ثم اتى واخبرني بكل فخر "بفعلته"! تمالكت نفسي ولم اغضب بل قررت ان اتصرف على نحو يجعله يخبرني بما يريد فعله قبل ان يقوم به، وهذا المهم ، بناء الثقة بيننا. فقلت له الحمدلله انك بخير وارجو ان تخبرني قبل ان تنزل في المرة القادمة. فرد بكل براءة اذا ستسمحين لي بالنزول؟ لن تعاقبيني؟ قلت لا لن اعاقبك لانك لم تخف الامر واخبرتني بالحقيقة، اخبرتني انك نزلت.
فاتى مباشرة وبعد ساعة وطلب النزول لشراء الشيبس له ولابن الجيران. فسمحت له على ان يبقى الامر سرا بيني وبينه دون اخبار والده.
توقعت ان يسأل عن السبب علما انه يعي تماما رفض بابا للامر، لكنه لم يسأل بل اعجب بالفكرة. فاتصلت بابيه واخبرته على الفور، بدا عليه القلق الشديد وطلب الا نعيد الكرة دون مرافقة احد منا.
فصار ينزل تارة معي وتارة مع خالتي وطورا مع الخادمة واحيانا قليلة مع ابن الجيران، وصارت الزيارات للطابق الارضي تطول و لا يكتفي بشراء الحلويات بل يرغب بالبقاء واللعب والسير حول العمارة وفي الاحياء المجاورة.
وصار ابن الجيران الذي من سنه يأتي ليلعب معه ويزوره وليد احيانا في بيته ايضا، ويقرران احيانا اخرى النزول للعب في الطابق الارضي . كنت اوافق رغبة مني بساعة من الهدوء في المنزل، لكني كنت اصاب بسرعة بتأنيب الضمير واسارع للاطمئنان على مكانه وحالته ومع من هو يلعب، لاني حتما لن اسامح نفسي اذا اصابه اي اذى.

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

وكبر ابن السادسة!

لا اذكر كم كان عمري تحديدا حين بدأت امي تسمح لي باللعب بعيدا عن البيت في "الحي"، لكني كنت حتما فوق العاشرة او ربما في الرابعة عشرة! خوفها علي لم يكن في حينها مبررا بالنسبة لي، لم اكن افهمه ولم اكن اتقبله ايضا. وان كان اللعب في الحي بات مسموحا الا انه ضمن شروط العودة الي البيت باكرا وشرط اللعب في بقعة تراها الوالدة من الشرفة او من شباك غرفتها. "بدي ياكي تضلي تحت نظري ماما" هكذا كانت تقول.... وهذا ما اقوله اليوم لابني: اريد ان اعرف اين انت في كل لحظة لاني اخاف عليك من اي اذى. اشرح له السبب لاني لقّبت امي بالظالمة في ليلة صيفية جميلة لانها اجبرتني على العودة الى البيت من الحي في الخامسة بينما لعب الاولاد الآخرون حتى التاسعة ليلا فقد كانت ايام الصيف طويلة والشمس لا تغرب قبل الثامنة.
اليوم وحين كنت اشاهد اولاد وبنات الجيران يلعبون في مدخل المبنى كنت اردد في نغسي اني لن اسمح لابني ابدا ان يلعب "تحت" فقط امام باب البيت ان اصر على الخروج. وظل هذا القانون ساريا في السنوات الماضية، لكن ابن السادسة اليوم فرد جناحيه، ولم تعد الفسحة امام البيت تكفيه. نعم كبر ابني وتغيرت اهتماماته وتغيرت القوانين معه، ولم ينفع معه اي قمع بل الحوار والحوار فقط.
اذكر اليوم كيف بدأ التغيير وكيف بتت اسمح له بالنزول من الطابق الثاني الى الطابق الارضي. وساخبركم القصة مفصلة في الغد!

خطواتها الاولى!

انها اربع خطوات صغيرة، الخطوات الاربع الاولى المستقلة بعد سبع سنوات من الصبر!
سبع سنوات فقدت فيها الامل عشرات المرات واعادته لي عشرات بل مئات المرات!
سبع سنوات حاربت هي فيها حزني بفرحها الدائم، وضعفي بالايمان النابع من قلبها الصغير، وتساؤلاتي بالحكمة المخفية في روحها،
روحها المتمسكة بالحياة.
سبع سنوات وهي تعي على طريقتها الخاصة انها ستصل الى الهدف.
سبع سنوات وهي تحارب العجز بعدم الاستسلام له.
سبع سنوات وهي تنتقل من رداء ابيض الى آخر حتى صار الاطباء اصدقاءها.
سبع سنوات وهي تنتقل من مبضع جراح لآخر علّها في كل مرة تكون المرة الاخيرة. ومن دواء لآخر بجدوى او دونها احيانا.
سبع سنوات وهي تكبر بالحب، والحب الذي تمنحه يوازي حتما الحب الذي يحيطها بل اكبر!
سبع سنوات والدكتور جمال يتابع نموها وتطورها الحركي اكثر من ماما وبابا. هو اخبرنا منذ البداية ان العلاج الطبيعي يحتاج الى صبر كبير والنتيجة لا نراها بين ليلة وضحاها، وها نحن بعد سبع سنوات بدأنا نحسب الخطوات الاولى.
مشت جنا في الامس اربع خطوات لوحدها تماما، كما لم تفعل يوما منذ ولادتها العسيرة. مشت نحو ماما التي غالبت دموعها لتفرح مع فرح جنا وتحتفل بنجاحها وتصفق لها، فازداد حماسها وعاودت الكرة ومشت ثانية.
هي صبرت ولم تستسلم يوما كما فعلت انا صبرت كما صبر معها بابا ومن حولها، كانت تقابل يأسي والمي وقلة صبري بالغناء والموسيقى والفرح واللعب، ببساطة لانها تعلم ان اليوم الذي سافرح فيه آت لا محالة، تعلم اليوم ان ايام الفرح بنجاحها بدأت!

السبت، 5 فبراير 2011

لئلا تضيع كلماته الاولى!


بدأت بوادر الكلام تظهر على بودي ابن السنة والاشهر الاربعة! بعد ماما وبابا ونانا اي جنا وبيبي اي وليد، قال وفاء بثقة وانطلاقة ويلفظها
wva2 . وبعد مياو للقطة وميا للماء ونيني لزجاجة الحليب ونامني لكل ما يؤكل، ردد "تيس" عندما قالها له بابا مازحا، وطار عقل بابا واظنه لم يرجع بعد!
وبعد جاكيت او حتما ما يشابهها من لفظ غريب ، يعرف تماما انها تعني الخروج لذلك يصر على ارتدائها بقوله : ابّس، اي البس!
يعشق الشرب من زجاجة الماء مباشرة ويغلقها بعد ذلك بنفسه! وبعد "بالدم بالدم" بالاشارة الى اغنية نجوى كرم بالروح بالدم اصبح يقلد حركات الرقص والدبكة من بابا وماما ووليد بكل سعادة ومن الطبيعي ان يلطم الجميع على وجهه دهشة! لانه لا مشهد يضاهي دهشة الطفل وفرحته باول تجربة في كل شيء وبالتقليد ايضا تحديدا!
كل ام ترى طفلها مميزا وانا اراه مميزا جدا جميلا ودمه خفيف ايضا! وما بشبع منه!

الثلاثاء، 1 فبراير 2011

الشغالة في اجازة!

المشهد العام: جلي مكوم، وغسيل مكدس، العاب تجتاح غرف البيت كافة، اطفال يصرخون ومطالبهم لا تتوقف
المشهد الخاص: ام تحاول اختبار قدرتها على ادارة البيت والاطفال من دون مساعدة!
النتيجة: فشل ذريع وانهيار عصبي وشيك!
المشهد العام: جنا تريد المعكرونة وترفض بشدة الارز فقط الآن. تصرخ مطالبة بالمعكرونة غير الجاهزة وماما تحاول تجهيزها في وقت قياسي. جنا تبكي. وليد يريد دخول الحمام ويحتاج مساعدة ماما، يصرخ ارجوك الآن لا استطيع الانتظار! عبدالله يوشك ان يفتح قفل باب المطبخ ويصل الي النار حيث تطهى المعكرونة!
المشهد الخاص: ماما محتارة بكاء جنا يزداد، اصرار وليد يزداد وشغب عبدالله لا حدود له وقد يؤذي نفسه.
الحل: ربما تسكت جنا اذا سمعت اغانيها المفضلة فيبكي عبدالله حبيس سريره عالي الجوانب حتى ينهي وليد نداء الطبيعة في الحمام!
النتيجة: لا حل يرضي الجميع، لان المهم ان يكون الجميع بامان رغم بعض الدموع!
المشهد العام: عبدالله نعسان ويريد النوم الآن والا لن يتوقف عن الصراخ والبكاء! جنا تريد ركوب الدراجة في الخارج الآن! والا لن تتوقف عن طرق الباب للخروج، وليد يريد دعوة رفاقه للعب في المنزل الآن والا لن يتوقف عن الرفس والشتم ورمي الالعاب هنا وهناك بعصبية تعلمها من ماما للاسف!
المشهد الخاص: ماما تتناول حبة ليكزوتانيل لتهدئة اعصابها وايجاد حل سريع!
الحل: حان وقت الاستنجاد ببابا والا لن ينفع اي حل. وعلى بابا ان يختار بين اللعب مع جنا في الخارج واقناع وليد بالانضمام اليهما مع رفاقه، او ان يضع الصغير في سريره ويهيء له اجواء النوم.
النتيجة: ماما لوحدها لن تستطيع القيام بكل مهامها لان الاطفال بخير لكن الجلي بعدو مكدس وكذلك الغسيل والالعاب في كل غرف البيت!

والسبب: الشغالة في اجازة!