السبت، 16 فبراير 2013

يوميات عبدالله في الحضانة!



ذهب عبدالله الصغير اخيرا الى الحضانة، الاقرب الى البيت. وكنت اشعر في داخلي انه سيحبها وسيحب التفاعل مع الاطفال الآخرين بسرعة لكن ذلك لم يحدث تماما.
في اليوم الاول كما قرأتم سابقا كان ما كان. في اليوم الثاني كنت قد اتفقت مع الباص على ان يقله الى الحضانة صباحا. في السابعة والنصف كان ابني نائما فحملته واعطيته للمشرفة واقفلت باب الباص وهربت قبل ان يصحو ويبكي فأغير رأيي واعيده لفراشه وحضني.
وكنت اتصل كل عشر دقائق للاطمئنان عليه وكان الرد ايجابيا دائما انه نادرا ما يبكي بل انه يلعب ويحاول ان يتواصل مع الآخرين.
في الواحدة والنصف ظهرا ذهبت لإحضاره الى البيت، لم يبك لحظة رآني بل اسرع الي يقول: "ماما انا جيت هون تاني" ، فاستبشرت خيرا... في السيارة وفي الطريق الى البيت صار يسأل عن الحضانة وما فيها ويخبر ماذا فعل طوال اليوم ففرحت جدا وقلت في نفسي "الحمدلله"!
في اليوم الثالث صحا عبودي وانا البسه ثيابه معترضا ورافضا الذهاب الى الحضانة. شغلته بالايباد واخذنا نلاعبه انا وخالتي والخادمة ونزلنا الى بهو البرج في انتظار الباص. هو يرجوني الا يذهب الى الحضانة وانا احتال بالكلام لاني لا احب ابدا ان اكذب على اطفالي. فان قلت له حسنا لن تذهب فهو لن يذهب حتما. كان بودي حذرا لانه لم يستطع ان "يأخذ مني لا حق ولا باطل" يشعر في داخله دون شك اني اخبئ له امرا ما. ولحظة وصول الباص حملته وركضت الى الخارج وسلمته الى المشرفة وهو يبكي ويصرخ ويتشبث بثيابي ... كاد ينفطر قلبي ووددت لو اضمه الآن ونعود الى البيت نلعب ونضحك... لكن ذلك كلفني مع وليد 3 سنوات من البكاء صباحا اثناء الذهاب الى المدرسة، لانه لم يصمد لاكثر من ساعة في الحضانة بعد ان دفعت التكاليف كاملة، وكنت اقف خلف الباب انتظر ان يتوقف بكاؤه ولم يكن يتوقف فاقرع الباب بشدة واعيده معي الى البيت.
بالعودة الى عبودي، اكدت لي مشرفة الباص انه لم يبك الا لبضع دقائق وانه امضى يوما جيدا حتى انه تناول طعامه بالكامل. اعدته الى البيت ظهرا وانا استجوبه لاكتشف انه ليس رافضا تماما الذهاب لكن شرطه ان ابقى معه والا اتركه واذهب الى البيت...
منيت النفس ان يتغير الوضع في الايام القادمة. لكن في اليوم الرابع مرض عبودي وغاب 10 ايام متتالية... وعدنا الى نقطة الصفر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق