الجمعة، 21 يونيو 2013

من يوميات عبدلله في البيت!



كل ام تعتقد انها لن تجد طفلا مشاغبا اكثر من طفلها واحدى الامهات في اميركا وضعت كتابا كاملا عما تفتقت عنه مخيلة اطفالها! 
وعبدلله كباقي الاطفال المشاغبين لديه مخيلة خصبة تغني ايامنا بالضحك والتوتر في آن!
فبعد ان دخل غرفته وافرغ في دقائق كل محتوى صناديق الالعاب اضف اليها الوسائد والاغطية، نادى : "ماما تعي شوفي خربت البيت!" 
وبعد ان فعل ذلك عن سبق اصرار وتصميم اصبح اي امر آخر متوقعا ومقبولا.... احيانا!
فقد نادتني الخادمة يوما لان المغسلة مسدودة والمياه ستتدفق منها ولا تنساب فيها، وقالت سافتحها من اسفل لاتحرى السبب. ويا لهول ما خبأ فيها عبودي! قلم، وبكلة شعر ومطاطة صغيرة، وقطعة حلوى وقطع صابون وورقة... كان في السابق حين يعمد الى سد المغسلة عمدا، يركض ويخبرني، الآن بات يترك لعنصر المفاجأة الدور الرئيس!
عادي ان اكون جهزت القهوة ليشربها زوجي بهدوء، فيجد في فنجانه قطعة بازل.
عادي ان اتتني باقة ورد، ان ينثر عبودي ورق الورد في كل البيت.
ليس من العادي ان يضيع الريموت كونترول لنجده بعد شهر في مزهرية البامبو، في حالة من الغرق بات فيها يشبه المخلوقات المائية.
عادي ان اتناول ابريق الشاي من الخزانة لاجده مليئا بالعاب صغيرة بحثنا عنها مطولا قبل يوم او اثنين.
عادي ان يفرغ المملحة كاملة فوق طبقه، او ان يضع الارز في كوب العصير، لكن ليس من العادي ان يدخل الحمام ويفرغ عبوتين كاملتين من مزيل العرق، واحدة لي واخرى لوالده "حتى ما حدا يزعل". حملها وضغط على "زنادها" حتى فرغت تماما. كيف تحمل الرائحة لا اعلم علما اننا كدنا نهرب من البيت.
فاذا نسيت باب غرفتي مفتوحا حتما ساودع علب الماكياج والعطور والكريمات، لست مستعدة لخسارة ما خسرته يوما بين انامله المبتكرة، لذلك فان باب غرفتي مقفل دائما حتى اشعار ىخر.
الخطوط على الجدران تكون صفراء يوما وخضراء في ايام اخرى، او زهرية، لونه المفضل الذي يسميه "يا بنات" على اسم اغنية نانسي عجرم التي يعشقها. وبعد الكثير من الصراخ والتأنيب بخصوص الكتابة على الجدران، ضبطته يوما يخرج من الحمام مع خرقة مبلولة محاولا محو آثار اقلامه عن جدار الغرفة .. دون جدوى!
يفقدني صوابي احيانا لكنه حين يعتذر ويصر على solly bliiiz اي sorry please، لا استطيع الا ان احضنه واقبله بشدة واضحك واتحاور معه لاسمع عباراته اللذيذة:
زغال تعني غزال
تحلقا تعني تلحقا اي تلحق بها
assahala يعني مركز صحارى وهو مركز تسوق
نلوح تعني نروح وخلبتا تعني خربتا اي خربتها!
zelo هي zero باختصار كل حرف "راء" يقوله "لام"
سخّنا اي حركها وتقال لتحريك السكر في الشاي او اي امر مماثل.
زالود هو الجارور
وfolozday هو ال father's day وقد احتفل به في المدرسة مؤخرا!

الأربعاء، 19 يونيو 2013

بعد العودة من المدرسة!



يعود صغاري الاعزاء من المدرسة كل في وقت مختلف.

 يصل عبدلله الصغير اولا الساعة الثانية عشرة ظهرا. يقبلنا ونقبله قبل ان يدخل مباشرة الى المطبخ ويفرد على الطاولة ما تبقى من طعامه ليلتهمه كله، ربما نصف ساندويش او قطعة كايك، او تفاحة او بعض العنب، المهم ان شعر بالجوع بعد ذلك يطلب طعامه المفضل، بيض مقلي او ارز، ويحمل طبقه الى غرفته ويشاهد فيلما من اختياره. بعد ان شبع تماما، يخلع ما تبقى من ملابسه ويبدا بالركض والصراخ في البيت، عاريا تماما لبعض الوقت. قد يستاء لذلك من في البيت لكني ادافع عن عبودي الصغير فهو "يعبر عن نفسه" بذلك ويتفلت من القيود... هه هه هه ، كما خلقتني يا الله! ثم يجلس بهدوء بعد ان تعب من القفز والصراخ و يحمل الايباد او اللاب توب. لعب او مشاهدة افلام يوتيوب او yo tuob كما يقولها عبدلله. ونبدأ نحتال عليه لنعيد الباسه بعض الثياب، الداخلية على الاقل. ننجح في اغلب الاحيان لكن الامر يتطلب بعض الوقت!

تصل جنا الجميلة حوالي الساعة الثانية والنصف. وحين تدخل البيت على كرسيها المتحرك "الجديد"، وهي تحبه ولا تفارقه، نحتشد امامها للغناء:
 "اهلا وسهلا جيتينا بحسك ونّستينا
حسك بالبيت بيسلي، وشوفة جنا بتحيينا"
وهي تفرح وتصفق وتضحك.
ثم نقبلها كل بدوره، ماما وعبودي وتيتا وفاء والخادمة نورة. تدخل جنا الحمام لتغير ثيابها وتغسل وجهها ويديها. وتبدأ مرحلة الرفض!
لا و no لكل شيء واحيانا تضحك في سرها لانها تعلم اننا سنغضب ونحتار كيف نرضيها. 
لا تريد ارتداء ثيابها، لا تريد "ملابس حلوة" كما تسميها، ولا ملابس جديدة، بل تريد ملابس ليست لها. مرة لتيتا وفاء ومرة لماما جنان وغالبا لعبدلله الصغير او وليد. تفرغ الخزائن لتختار ما يعجبها، واحيانا تختاره في الصباح قبل الخروج الى المدرسة وتبقيه في حقيبتها لتلبسه حين تعود او تسأل عنه لحظة وصولها. وفي كل فترة يكون لجنا طعاما مفضلا، وعلى رأس القائمة الارز بانواعه والسلطات التي تحوي المعكرونة.
تشبع وتنام.

في تمام الرابعة او قبلها بدقائق يصل وليد البيت. يا هلا ومرحبا.
يدخل احيانا مبتسما ويرتمي في احضاني واقبل شعره مع رائحة اللعب والعرق الجميلة.
واحيانا يدخل متجهما ان كان قد تشاجر مع احد زملاء الباص. يدخل دون سلام او كلام، مباشرة الى غرفته، صافعا الابواب، وهذه اشارة لي حتى الحق به واساله ما به، على ان اصدق نسخته من القصة-الحادثة. وطبعا انا اعلم تماما من اسلوب الرواية والصوت وحشد الاحداث، اين كان هو مخطئا واين كان على صواب. فاكثر من الاسئلة حتى اصل الى الحقيقة كاملة. فاقبله واراضيه واقوي ثقته بنفسه، و... تبدأ المعركة.
ارجوه ان يغسل يديه جيدا قبل تناول الطعام، وان غير ملابسه ، ان يضع ملابس المدرسة المتسخة في وعاء الغسيل. لكنه طبعا يسارع الى تناول اي شيء يحبه عن سفرة الطعام بيد متسخة، ليسمع صراخي، يوميا منذ اشهر. واركض بعدها خلفه الملم ثيابا مبعثرة من المدخل الى الغرفة. فردة حذاء تطير وتستقر على الكنبة، اخرى في الممر، جارب قرب السرير، والآخر فوق الخزانة، بنطال على الارض وقميص تحت الطاولة. وابدا بالصراخ: "وليد! لم اطلب منك سوى غسل يديك ووضع الثياب في الغسيل" واصرخ ولييييد! وهو يبدا في اختيار ملابس اخرى، وهنا عرض آخر من الثياب المبعثرة! ومعدل تغيير ثيابه في الساعة الاولى من وصوله الى البيت من المدرسة، 3 مرات على الاقل. حاولت مرة ان افهم السبب وربما هو بسبب نوع اللعبة، فلكرة القدم مع جيرانه ثياب مختلفة عن لعب الايباد او الدراجة او السباحة طبعا. فتوقفت عن الاعتراض. المهم بعد ان يرتدي ثيابا ويساعدني على لملمة الفوضى التي احدثها في الدقائق الثلاث الاولى، يبدأ بدوره تعبيره عن نفسه بالصراخ والقفز فوق الكنبة الكبيرة في الصالة. احيانا يكون جائعا جدا لان وقت اللعب في المدرسة اهم من وقت الاكل، واحيانا يتناول طعامه في الباص في طريق العودة فلايكون جائعا الا للعب. اعطيه عادة ساعة للهو قبل الدراسة في الخامسة او الخامسة والنصف.
والطامة الكبرى لحظة الدرس. نادرا جدا ما يجلس الى طاولة الدرس دون اعتراض وبكاء وصراخ و"انبطاح في الارض" وكزّ اسنان وشد يدين ورجلين. كنت اغضب اثناء ثورته، لكني صرت انتظر انتهاءها لانه بات متأكدا انه لن يخرج للعب قبل انتهاء الدرس مهما كان حجم الاعتراض او شكله او اسلوبه.

يلعبون، يستحمون، يتناولون طعام العشاء، ينامون. وتنتهي دورة اليوم، وفي صباح الغد، دورة جديدة!

لا احب!




لا احب حين يحل ابنائي مشاكلهم بالصراخ!
لا احب حين يضربون بعضهم.
لا احب حين يبعثرون العابهم، واوراقهم، واوقلامهم، وثيابهم، واحذيتهم، فيصبح من المستحيل ان تدخل الغرفة!
لا احب حين يعاندون... بشدة!
لا احب حين يعصون طلباتي حتى لا اقول اوامري، مرارا وتكرارا!
لا احب حين يهملون ابسط قوانين النظافة!
لا احب حين يرفضون طعاما تعبت في اعداده.
لا احب حين يستعرضون العصيان في الاماكن العامة!
لا احب الاوقات العصيبة في الدراسة!
لا احب حين البي طلباتهم وانا غير مقتنعة بها دون ان ادري كيف لبيتها!
لا احب حين اسمع عنهم او اضطر ان القبهم ب " بلا مربى" " ما تربيتوا".... بل يسوؤني اني الملامة...
لكني احبهم، احبهم دون قيد او شرط، بقبلاتي الحارة واحضاني اليومية، وقصصي ونصائحي، احبهم لانهم نعمي مجتمعة!

لا احب حين اصرخ بهم بشكل هستيري!
لا احب حين اضرب احدهم لاي سبب كان انتقاما !
لا احب حين لا اقوى على اللعب معهم!
لا احب حين اخفق في موقف ما!
لا احب حين لا اقوى على وضعهم في السرير باكرا!
لا احب حين لا استطيع اقناعهم بوجهة بظري!
لكني احب كوني امهم، يعلموني الامومة كما اعلمهم الدخول في الحياة، كل يوم!

احب حين يشاركوني خبز قالب الحلوى!
احب حين يختارون ثيابهم بنفسهم!
احب حين يدعون الاصحاب ويقدمون لهم الطعام والشراب.
احب حين يفرحون بزيارة الاقارب.
احب حين يبكون على صدري، ويشكون المهم لي لانهم على ثقة بان لدي الحل.
احب حين نشاهد فيلما سويا ويمطرونني بالاسئلة!
احب حين نبحث في غوغل عن صور ومعلومات اثارت اهتمامهم.
احب حين نختار اغان ونرقص على ايقاعها سويا.
احب حين نخرج للسباحة او النزهة او الغداء كاسرة.
احب حين اخبرهم ان لا مستحيل في هذه الدنيا وان الارادة والمحبة اقوى سلاحين.
لا احب ان ابتعد عنهم حتى وان ناشدت الراحة والوحدة قليلا، حتى وان كنت مع نفسي فانا اناقشها عنهم واسألها عن الافضل لهم واخطط معها لمستقبلهم واحب معها ابتساماتهم واصواتهم وقفزاتهم.
احبهم!


الثلاثاء، 11 يونيو 2013

معركة اثبات السلطة!



لمعركة اثبات السلطة في البيت مراحل...

المرحلة الاولى: الطلب! Request
الطفل يتقرب من ماما بهدوء ويختار جملا منمقة يصدر عنها طلبه الخاص على امل ان توافق ماما من المرة الاولى. مثلا الذهاب سيرا على الاقدام الى الدكان المجاور لشراء الحلويات. (علما انه لدينا منها ما يفتح دكانا!)

المرحلة الثانية: ماما تدرس الطلب! Processing
وفي هذه المرحلة مفترق طرق:
الطريق الاول : ماما تحاول ان تقنع الطفل بان طلبه غير منطقي!
الطريق الثاني: ماما توافق وتعطيه المال وقد تذهب معه او ترسل معه الخادمة او تتصل بالدكان لاحضار الطلب!

المرحلة الثالثة -  المنبثقة عن الطريق الاول: محاولة اقناع ماما Persuasion 
الطفل يحاول بشتى الطرق اقناع ماما بطلبه:
الطريقة الاولى: الصراخ والشتم بان انت اسوأ ام في الدنيا ترفضين كل طلباتي لا تسمحين لي بشراء شيء، علما انها ربما المرة الاولى للرفض منذ زمن!
الطريقة الثانية: البكاء المصطنع مع الجهد لانزال دموع حقيقية ودعمها بحجج واهية مثل "اريد نوعا غير متوفر في البيت" ،"وعدت اصدقائي بان اطعمهم معي"، " لااحب الشوكولا التي في البيت"...
الطريقة الثالثة: دمج الطريقة الاولى والثانية لمدة تتعدى الدقائق العشرعلى امل ان تمل ماما وينفذ صبرها وتخضع للامر الواقع وتلبي الطلب!

المرحلة الثالثة المنبثقة عن الطريق الثاني:
الطفل يحضن ماما ويطبع قبلة على خدها ويقلدها وسام افضل ماما في الدنيا!

المرحلة الرابعة: ( ما بعد الاستعراض الباكي) And the Winner is 
الطفل يسيطر اذا ماما اذعنت "ما بعد الاستعراض"، وانتقلت في دقائق من اسوأ ام لافضل ام محققة رقما قياسيا مميزا!
ماما تسيطر ان اصرت على موقفها وتحملت" الاستعراض" الى ان يهدأ طفلها، ويقتنع بحلولها ورأيها!



الاثنين، 3 يونيو 2013

علمتني امي!



علمتني امي ان المهم ان من نحبهم سعداء وليس المهم ان يكونوا بجانبنا!
علمتني امي ان جبران على حق في قوله "اولادكم ليسوا لكم اولادكم ابناء الحياة والحياة لا تكون في منازل الامس!"
علمتني ان اعمل عملي كاملا ولو "بالسخرة"!
علمتني ان اكون مع الحق ولو على قطع عنقي وليس "انا وخيي ع ابن عمي وانا وابن عمي عالغريب"!
علمتني ان الباب الذي يأتيك منه الريح سده واستريح!
علمتني ان اتكلم بحساب حتى لا يزل لساني.
علمتني ان اعتذر حين اخطئ واكدت ان هذا يرفع من شاني ولا يقلل من قدري!
علمتني ان اسعى لما اريد دون الاتكال على احد، علمتني انه ما حك جلدك مثل ظفرك!
علمتني اني لن احمل معي من هذه الدنيا الا سمعتي وكفني....