الخميس، 14 مارس 2013

يوميات عبدالله... في البيت!



بعد حوالي اسبوع من التزام عبودي في الحضانة، صار ولدا مشاغبا بشكل مباغت، لا يصدق. صار فنانا، في التخريب والعند والتحدي والصراخ! وما زلت لليوم ابحث عن السبب.
اصبح من الطبيعي ان اجد ثيابا لي في خزانة جنا وثياب جنا في خزانة بابا وهكذا.
اصبح من العادي ان اجد العابا في الثلاجة وطعاما في صناديق الالعاب.
اختفت بعض المفاتيح والالعاب.
اصبح مكب النفايات المفضل لديه - واعذروني- كرسي الحمام!
يقوم بالشغب ويهرب ويصرخ : ما تضلبيني! بتحبيني؟
يقرر فجأة اذا كان دون رقابة ان يحمم العابه المحشوة في البانيو او ان يحشوها داخل الغسالة ويعبئ مسحوق الغسيل في مكانه الصحيح ويديرها!
عادي ان تدخل الحمام لتجد سائل الاستحمام قد غطى الارض،او ان تجد قارورات الشامبو والبلسم وغيرها مغطاة بالبودرة، وان تجد احذية وجوارب على سطح الخزانة وان تدوس على شتى انواع الفواكه!
يرغب فقط بالتخريب وعلى وجهه نظرات مرحة طفولية ذكية تنتظر ردة الفعل فتارة اضحك وطورا استشيط غضبا واحيانا... ابكي! نعم للاسف يبدو اني بحاجة الى تعلم السيطرة على غضبي اكثر.
في لحظات قليلة يرمي وسادات الصالون على الارض كلها، ويحضر ما تيسر من وسادات غرف النوم والاغطية الى الصالون ايضا وربما بعض الاحذية والملابس. يعلم ما يغضب وليد فيستفزه الى ان يعيل صبر وليد ويطارده في البيت، حينها يفرح عبودي ايما فرح.
قد يكون مارا من امام المكتبة في البيت ويقرر رمي بعض الكتب، عادي. وان تدخل غرفته لتجد صناديق الالعاب كلها فارغة ولا مكان لتدوس او تحاول ترتيبها.
فان قرر عبدالله نقل الشوكولا والسكاكر من طبق الضيافة الى المزهرية، لاباس ان لم يكسرها، فقد يمضي بعض الوقت منهمكا بذلك ما يسمح لي بترتيب ما خرب قبلها، ولكن ما فعله مؤخرا وجعلني ابكي كان فوق قدرتي على تصور جموح خياله.
كنت قد جهزت طعام العشاء لزوجي: يخنة البازلاء،الارز، السلطة، المكدوس، البطاطس المقلية وبعض اطباق الزيتون والخضار والمكدوس. دخل اسامة وغير ملابسه وحين قرر الجلوس الى المائدة صرخ: ما هذا! اتيت مسرعة ويا لهول ما رايت: افرغ عبودي محتوى طبق اليخنة فوق كل الاطباق الاخرى، فوق الزيتون والمكدوس والسلطة والخضار والارز وكان للطاولة نصيبها ايضا. وبما ان اليوم كان عصيبا معه فقدت اعصابي في تلك اللحظة. صراخ وبكاء وركضت خلفه لاني اريد ان اضربه، يجب ان افهم لم فعل ذلك او ساصاب بالسكتة! حاول زوجي تهدئتي ومنعي من الاقتراب من عبودي الذي بدأ يهرب من غرفة الى اخرى خوفا من صراخي. ضربه اسامة لاني اصريت وبجنون، لكنه ندم وحزن كثيرا عليه، فقد غفا وهو يقول: عملتلي واوا؟
حتى الآن الامور مجرد تخريب لا اذى فيه الى ان قرر وضع المقص في الماكروويف واداره، وحتما كادت كارثة ان تحل.
حينها تم فصل كافة الاجهزة من الكهرباء واقفال جميع الابواب الا باب غرفته خلال وجوده في البيت. والمصيبة الاكبر انه يوزع الاحضان والقبلات يمنة ويسرة ويقول "بحبك" متى شاء، وامام خفة دمه وذكاءه لا يسعك الا ان تضمه وتقول: انا كمان بحبك! وتدعي له الله ان يحميه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق