الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

حضن وليد: مرحلة جديدة في امومتي!



معدل وليد العام في السنة الدراسية المنصرمة لم يلامس الثمانين الا ربما مرة واحدة وهو في الصف الثاني، لطالما آلمني ذلك لاني اعلم انه ذكي ومع قليل من التركيز يستطيع تفادي الاخطاء البسيطة التي يقع فيها ويستطيع ان يلامس التسعين من مئة بكل سهولة. كما انه لا ينام باكرا ابدا ما يسبب بعض التعب والارهاق ربما لطفل في الثامنة ويفقده التركيز.
الطريف في الموضوع ان وليد يعلق على حزني وغضبي من معدله العام ب "وما المشكلة في ذلك ماما؟ صراحة هذه قدرتي!" وانا اجن لاني اعرف ان هذا الاداء هو ربع قدرته. ويعلق على مقارنتي اياه بجاره المتفوق ب " انا لست هو لكني ايضا ولد ذكي، اليس كذلك؟" وحين اصر على المقارنة بان الجار ينام باكرا جدا ويدرس كثيرا جدا ايضا يرد وليد: "كفي عن المقارنة" بغضب وحزن شديدين... صراحة وليد عنده حق. فان كانت حياته كلها دراسة في دراسة فكيف سيعيش طفولته وسنه وبراءته. يبدو انه على تقبل معدله و"قدرته" وان احبه دون قيد او شرط كما تفعل باقي الامهات اللاتي يردن الافضل لابنائهن، مثلي تماما.
في هذا اليوم الثاني عشر من نوفمبر 2012 كنت في زيارة لمدرسة وليد. سبب الزيارة انه يريد شراء دفتر صف من مكتبة المدرسة لا يسمح به لمن هم دون الصف الخامس. وبعض رفاق وليد حصلوا عليه من خلال اخوانهم الاكبر سنا. امضى وليد الايام العشر الماضية يحدثني عن اهمية هذا الدفتر الملقب ب detention book لاسباب لا اعرفها تماما، ربما لان بعض الاطفال الاكبر سنا المسؤولين عن النظام يستخدمونه لتدوين العقوبات... المهم ام وليد بعد ان تحدث عن هذا الدفتر مرارا وتكرارا ويبدو انه رسم خطة الحصول عليه في مخيلته، فاتحني بما يتمنى وقال: اريد ان اسالك سؤالا وعادي ان قلت نعم او لا. فرديت: ما هو حبيبي؟ فقال: اذا اتيت الى المدرسة بامكانك شراء detention book لي لانك ام وكبيرة ولن يقول لك البائع لا. فسالته الا ينفع ان نذهب الى المكتبة القريبة غدا ونشتري ما هو مشابه؟ فسأل ولم لا نذهب الآن؟ وقد كان الوقت متأخرا وانا لا ارغب باللبس والخروج، فرديت لكن الوقت متأخر ولا ارغب بالخروج الآن. ووليد معروف عنه انه يصر على ما يريد الى ان يحصل عليه. غضب وثار وحزن، فسألته وما المميز في هذا الدفتر حبيبي ولماذا تريده بالحاح وماذا ستكتب عليه؟
قال هو كبير وفيه حديد ويستخدمه الطلاب الكبار في ال detention. لم ار سوءا في قبولي لطلبه خاصة انه لم يشاغب ودرس كل دروسه في هذا اليوم، فوافقت على ان نلتقي الساعة 12 ظهرا في مقصف المدرسة. وهذا ما حدث.


عندما رن جرس فرصة الغذاء بدأت اراقب الطلاب الداخلين الى الكافيتيريا علني المحه، اريد بشدة ان ارى تعابير وجهه حين يراني، فانا لا اكذب عليه ابدا و لا اخذله على ان يقدرني ربي ان استمر في ذلك. وعندما دخل ورآني ركض ناحيتي وضمني وقبلني، فرحت فرحا شديدا لاني كنت اعتقد ان الصبيان يخجلون من ضم امهاتهم امام اصدقائهم فكيف بالحري تقبيلهم؟ سألت ان كان يريد ان اشتري لع طعاما وسألته اين حقيبة الطعام فقال نسيتها في الصف وقاطعني وقلبه يرقص من الفرح "اتعلمين كم هو معدلي العام هذا الشهر؟" فصرخت: لديك العلامات؟ كم هو معدلك؟ فقال بكل فخر: 84! انهمرت دموعي من فرط السعادة لان معدل الشهر الماضي كان 75! حضنته وقبلته وكلمت والده فاخبره وليد بنفسه بالنتيجة ليسمع من بابا"انا فخور بك! وانا احبك كثيرا ولك ما تريد من هدايا! احسنت يا وليد!" وهذا التشجيع من بابا اثار حماسته فنسي الطعام ونسي الهدف من زيارتي وصرخ "ساذهب الآن الى الصف لاحضر الاوراق لتريها بنفسك." فرحت فرحا شديدا لانه لم يرسب في اية مادة! وقلت له بفرح لك اليوم ما تريد يا وليد! انت ولد رائع! اشتريت له الطعام وتناولناه سويا ثم ذهبنا الى المكتبة واحتلت على البائع لشراء دفترين من ذلك ال detention book لوليد وصديقه وكانت فرحتهما به لا توصف كمن اشترى لهما محل العاب رمته، حضناه ودارا بين الزملاء الذين تجمهروا حولهما وانا اراقب من بعيد، تارة يكتبون وتارة ينزعون ورقة ويصنعون منها صاروخا او قارب او لعبة ورقية اخرى يسمونها chip shops كنت العبها في صغري ايضا... المهم ودعته من بعيد لاغادر فصرخ ماما وركض ناحيتي وحضنني وضمني بشدة وقبلني، وصراحة "كانت الدني مش سايعتني" تناولت مئة درهم واعطيته اياها وقلت اشتر ما تريد لك ولاصدقائك، احتفل بنجاحك اليوم. وغادرت.
عندما رجع عصرا الى البيت اعاد المئة درهم فسألته لم لم يشتر شيئا فرد انه قرر شراء سترة المدرسة لكن المخزن كان مقفلا. ولسترة المدرسة قصة اخرى كون وليد قد اضاع 4 سترات في العام الدراسي الماضي ولما اشتريت له اخرى جديدة لهذا العام الدراسي الحالي حذرته ان اضاعها فلن اشتر اي سترة اخرى، وقد ضاعت فعلا! فقرر استخدام ماله بحكمة. يبدو انه يشعر فعلا بالبرد في الصف.


بعد ان استراح وقبل البدء بالدرس قال وليد ماما اريد حقيبة مدرسية جديدة وافقت في الحال لان حقيبته الجديدة كسرت بفعل وزن الكتب الكبير وهو يستخدم اخرى صغيرة قديمة. فرح جدا واشترط ان نذهب الى متجر قريب، لكنه لم يجد مبتغاه في المتجر القريب وكنت سآخذه الى متجر آخر لكنه وجد دراجة اعجبته وطلب شراءها ولانها ضمن الميزانية وافقت في الحال على ان نذهب الى البيت في الحال وكان هذا ما يريده حتى يلعب بها ويريها لاصحابه. وحذرته ان شقيقته جنا ستعجب بها وترغب ان تقودها فوافق في الحال وبكل محبة... وعندما دخل البيت سأل ان كان يستطيع اخذ الايباد معه الى طابق الالعاب فوافقت في الحال ايضا فانفرجت اساريره مرة اخرى وسأل "عن جد" قلت طبعا لانك متفوق اليوم ولك ما تريد فقبلني وسألته ان كان سيدرس بعد اللعب فرد بالايجاب وفعلا لم يعترض كعادته على الدرس ولم يشاغب ولم يضيع وقته. وقبل النوم اجرينا جردا على الاحداث الايجابية لنخلص انه ينال ما يريد حين يدرس ويسمع كلام ماما.
 وتصبحون على خير...

هناك 3 تعليقات:

  1. بتجنن...
    أم رائعة متلك بتستاهل ولد رائع متل وليد
    العلامات الدراسية مو دايماً بتحكم صح على الطالب وخاصة إذا كان عندوا متل شخصية وليد... ومع هيك يجب اتباع أسلوب الترغيب ليشعر بأنه عندما يتقدم يحصل على شيء وأنت لك الطرف الثاني من المسألة :)

    ردحذف
  2. شكرا شادي رايك يشرفني

    ردحذف