الأحد، 14 يوليو 2013

روح حرة!



روح حرة طليقة حبيسة هذا الجسد العاجز. لكن الروح ليست عاجزة... ابدا.
ارى بعيني وارى بقلبي من يحبني.
اسمع باذني واسمع بقلبي النغمات التي تفرحني.
لا اطمح للكثير، لا اطمح بكسر هذا العجز كليا، ربما ليس في حياتي هذه!
اطمح ان اشارك الاطفال الآخرين دراجاتهم بسرعة مماثلة لسرعتهم حتى يتسنى لي ان اختبر الهواء يداعب وجهي واطلق ضحكات كضحكاتهم.
اطمح ان اقف باللرولر (rollers) كما يفعل اخي، فيصفق الجميع لموهبتي في التوازن.
اطمح ان يلعب معي كل اطفال الجيران كما يلعبون مع اخوتي.
اطمح ان امتلك كل حذاء يعجبني عله يكون الحذاء السحري لفك عجزي فامشي.
امي تتمنى ان ارافقها الى صالون التجميل لكني لا احب صخبه، فتصطحب بنات عماتي. تتمنى ان تضع لي طلاء الاظافر والماكياج لكني لا اسمح لها. واتمنى في المقابل ان تحضنني كثيرا وتحدثني كثيرا وتقبلني كثيرا وتلعب معي وتخبرني القصص وتستمع لقصصي، لكنها دوما مشغولة عني باخوتي، اعرف انها تحبني. انا ايضا احبها. 
اتمنى ان يأخذني بابا في نزهة صغيرة في سيارته كما يصطحب اخواي، فنفتح السقف ونستمع الى الاغاني والهواء يداعب وجهي. لكن بابا ايضا مشغول، لكن اعرف انه يحبني كما احبه.
ماما وبابا يفقدان صبرهما احيانا ويغضبان مني، اعذرهما واصمت، فانا لا اقصد ان اوقع الطعام او الشراب او ان ابلل نفسي، واتعلق احيانا كثيرا بكرسي متحرك جديد او دراجة ما! اعرف انهما يحباني وانا احبهما ايضا.
اخي الصغير علمني احرف الابجدية الانكليزية ونحن نغنيها سويا ويلعب معي احيانا. احزن واصرخ حين يبكي ويصرخ. احب ثيابه ايضا وثياب وليد واحذيته اكثر. ربما العب الكرة يوما ما وانا ارتديها. هو يغضب حين ارتديها لانها تأخذ شكل قدمي المشوهة قليلا وانا ازحف بها على الارض وافسدها، لكنه يعود ويشفق علي ويعطيني ما اريد عله في المقابل ينال حذاء جديدا. احبه كثيرا وليد، يعطيني الدواء ولا ارفض حين يمسك الحقنة بيديه الصغيرتين ويلمس وجهي بحنان ويصفق لي ويضحك حين اتناول الدواء من يديه، انسى انه مر او لزج، افرح كثيرا بلحظة حميمة مع اخي.
احب جدتي زلفا كثيرا لانها ترى روحي، وجدتي ديبة لانها تصلي لاجلي كثيرا، وجدي عصام لانه يداعبني دون ملل، وجدتي وفاء لانها تصبر علي اكثر من نفسي، والاكثر خالتي هنادي لانها تعرف ما اريد قبل ان اشير او احاول ان انطق به.
انا جنا، عشر سنوات، شلل دماغي!