9 فبراير 2013 تاريخ لن انساه ما حييت. كان يوم سبت، والسبت وليد يشارك في النشاطات الرياضية في المدرسة. يلعب كرة القدم والتيكواندو. اوصله الساعة 11 واعود به الساعة الواحدة. وفي كل اسبوع يعدني ان يستقل الباص الساعة الواحدة حتى لا انتظر ساعتين الى ان ينتهي. ولكن في كل مرة اوصله وارى الحزن في عينيه على مضض لحظة الوداع، يرق قلبي وانتظره واقرأ كتابا او اتصفح الانترنت من خلال هاتفي.
في هذا التاريخ، كنت استعد لاجراء جراحة بسيطة في المستشفى وطلبت من والده ان يقله الى المدرسة على ان يعود بالباص. منذ عشرة ايام اتفقت مع وليد ان يعود بالباص ووعدته بهدية ان فعل وكان قد وافق. لكن اسامة اقترح الا يذهب وليد اليوم الى حصص الرياضة، لا باس ان غاب مرة على ان ينتظم في الاسبوع التالي. لكني اصريت على ان يذهب حتى يتكل على نفسه على الاقل من خلال العودة بالباص.
وبدأت باسداء المحاضرات عن الدلع الزائد والخوف غير المبرر على وليد، الذي اصبح طفلا اتكاليا بشكل شبه كامل.
انا اصر واسامة يرفض لكنه رضخ لي اخيرا لانه يحبني كثيرا و لا يرغب ان احزن قبل دخولي الجراحة.
وصل اسامة المدرسة مع وليد واتصل بي قائلا انه يفضل ان ينتظر وليد ويعيده الى البيت ثم يأتي الى المستشفى ليمكث معي.
وبدأت بالعناد ثانية والقاء محاضرات التدليع والاتكالية، ومسكت زوجي من يده التي تؤلمه: "ستتركني ادخل الجراحة دون ان اراك؟" علما ان شقيقتي لم تتركني لحظة.
خضع زوجي مجددا لعنادي واتى المشفى قبل دخولي غرفة العمليات.
صحيت من البنج بعد ساعات ثلاث، لاجد في الغرفة حماتي واختي وزوجي و... وليد يغطي نصف وجهه بيده، يقترب من السرير ويريني وجهه... المصاب ... برضوض شتى... من العين الى الذقن. فقد تعرض الباص لحادث سير خطير وكان السائق مسؤولا عنه وابني اعطى رقم هاتفي للشرطة بعد ان رفض نقله الى المستشفى للعلاج وتقرير الحادث. تصرف كراشد دون بكاء، او خوف يذكر.
كل هذا الكلام عرفته بعد ذلك لاني بكيت ليومين كاملين من القهر ولمت نفسي مئة بالمئة على هذا الحادث. انا اصريت على ذهاب ابني في الباص دون ان ينبئني حدسي الصاحي جدا لاي سوء! كيف حدث ذلك؟ لم اصريت على ذهابه وعاندت زوجي الى هذا الحد؟ ارسلت ابني الى حادث نجا منه ولله الحمد، بنفسي، وباصرار! اية ام انا لا اشعر بالخطر وقدومه؟ وانا من تؤمن بحاستها كثيرا .. جدا؟
لم اجرؤ على النظر في عيني زوجي لايام وانا ارجو ان يسامحني لاكتشف انه لم يلمني اصلا لانه مؤمن بقضاء الله وقدره! لكنه طلب مني الا اعانده بعد ذلك في قرارات تتعلق بالاطفال، وهو في ذلك محق! وانا احمد الله ان وليد بخير ينام في حضني ويصحو على قبلاتي، كل يوم.