
كم كانت لحظة صعبة يوم اشتكت الجارة من ابني انه تفوه بعبارات سب قبيحة لابنها في حقها! كنت مصعوقة " وحسيت حالي قد الكمشة" لم اعرف ماذا اقول او كيف اعتذر لم اودعها حتى بعد ان تركنا المصعد كل الى شقتها في الصباح الباكر بعد ان اوصلنا اطفالنا الى باص المدرسة. منذ السابعة صباحا وحتى الرابعة موعد وصول وليد من المدرسة كان بالي مشغولا بنوع العقاب واسلوب الكلام معه وكيفية الاعتذار من الجارة التي غضبت مني وحتما من اسلوب تربيتي. انا لا اكذب على وليد واشرح له كل ما يسأل عنه وانبهه الى الخطأ والصواب في كل لحظة لكني اهبه ثقة في الوقت نفسه ليتكل على ذاته، فهل هذا خطا؟ كم هي صعبة التربية السليمة وتشكيل شخصية الاطفال منذ نشأتهم، وكم احسنت امي واحسن ابي تربيتنا. فهل اكون نقطة في بحرهما؟
بالعودة الى الحادثة اياها، فقد تفوه وليد بعبارات اخجل ان اذكرها في المقال هنا، وبعد صراع مع نفسي قررت عدة امور اولها حرمانه من لعبة حديدية يلبسها في اصبعين فيقلد الافلام (hook) وقررت حرمانه من اللعب خارجا ومن المصروف والاهم ساجبره ان يذهب الى الجارة للاعتذار... سنصلي سويا كذلك ليستغفر ربه ويكون ايمانه رادعا له علما اني مقصرة في هذا الجانب وارغب بعدم التقصير بعد اليوم كوني اصبحت اما بدوام كامل.
ووصل وليد من المدرسة ، اخذته جانبا وقلت اريد ان احدثك بامر مهم، فرد لقد تصالحت مع رفيقي واعتذرنا لبعضنا لا داعي ان تقولي شيئا، لكني اصريت وقلت ما في بالي وشعرت باحراجه كما كنت اشعر تماما حين كانت امي تؤنبني على اخطائي وما اكثرها في سن الطفولة، لم اصرخ لم اضرب لم اهدد فقط اكدت له اني احبه واريد له ان يكون افضل طفل ورجل على الاطلاق يحترمه الناس بدل ان يهابوا لسانه السليط. تقبل كل العقوبات الا الاعتذار للجارة! كان الموضوع بالنسبة اليه صعبا جدا لكني كنت مصرة ، طلب ان اذهب معه واقرع الباب بنفسي واقدم للموضوع وهو لن يقوك الا sorry وان علي الباقي من شرح وتفسير... اراد طلب الاذن بالبقاء للعب عند الجارة لكني رفضت حتما ذلك.
كانت الجارة متقبلة واعتذرت مني بنفسها لانها نقلت الي ما قاله و"سمّت بدني عالصبح" لكني اكدت انها محقة في ما فعلت فردت هما تصالحا ونحن كدنا ان نختلف!
اعتقد ان ذلك كان اول درس حقيقي لوليد واول درس حقيقي لي في الامومة... والايام قادمة.