الخميس، 9 فبراير 2012

لماذا يجب الا يبقى عبودي وحيدا؟



بعد سلسة من التداعيات الكارثية الناجمة عن افكار عبودي الهستيرية توصلت الى نتيجة مفادها انه يجب الا يترك دون مراقبة شخص راشد بتاتا!
فممكن جدا لعبقرية عبدالله ان تتفتق عن انجازات قد لا يفكر فيها سواه:
اذا وجد باب الحمام مفتوحا فهو دون شك سيغرقه بالماء من كل الجهات ويرمي اية منشفة تطالها يداه الصغيرتان في الماء ويخرج من المعركة مبللا فرحا حد جنون امه!
لن يتوانى حتما عن اغراق اية لعبة في الماء حتى وان كانت تعمل بالبطارية لا يهم.
اذا كان يلعب على الآي باد، وهو ابن سنتين ونصف الا، لكنه خبير، ومل ولم يجد ماما او اي احد آخر الى جانبه، سيسرع الى الحمام ليغسل اسنان الآي باد! اي انه "سيفرشيه" بمعجون الاسنان والفرشاة!
واذا كان هاتف ماما المتحرك الذي يشاهد عليه عبدالله افلامه وصوره المفضلة لا يعمل بسبب نقص الشحن، يغسله عبدالله بالماء عله يعمل، قبل ان يكتشف امكانية شحنه بنفسه وهنا الطامة الكبرى لان الكهرباء هي الخطر الاول المحدق بالاطفال في البيت.
واذا كان قفص السلحفاة بمتناول يديه فانه حتما سيخرجها ويرميها على ظهرها رغم عشرات المرات التي قيل له فيها "لا تفعل". لكن على ما يبدو ان لا في سنه تعني افعل ولهذا حديث آخر!
عندما يصل بابا في المساء الى البيت ونجهز له "الغداء -العشاء" فان عبد الله حتما سيضع لمساته على السفرة على حين غرة، طبيعي مثلا ان يتذوق كل الاطباق مخربا اياها خالطا بعض المحتويات وراميا البعض الآخر على الارض، وللرمي عند عبودي فلسفة خاصة ايضا: هو يهوى الرمي وافراغ المحتوى. تركته مرة مع جنا يأكلان لاحضر الماء عدت لاراه قد افرغ العصير في طبقها وعلى الطاولة وملابسها وهي خارجة للتو من الاستحمام! ففقدت اعصابي بعد سلسلة من انجازاته.
وغرفة الحمام بحد ذاتها هواية عبدالله. فاذا دخل الحمام مع ماما او بابا ليغسل احدهما اسنانه تحل الكارثة ويستغل انشغال الاهل في الدقائق القليلة تلك ليفتح العطر ويجرب الفازلين على شعره وطلاء الاظافر على رجله والماكياج على وجهه والكريمات على يديه والمبرد على اظافره ، واذا طرد من الحمام لا بد ان يختبئ في الخزانة ولكي يتسع فيها عليه ان يفرغها من الثياب ... يعني دقيقتين غسيل اسنان بوجود عبدالله يكلفان ماما ساعتين من الضبضبة والتنظيف، فصارت ماما اذا استخدمت حمام غرفتها تقفل باب الغربة وتبقي عبودي خارجا!
من الطبيعي ان تجد كل الابواب مقفلة فبي بيتنا والاقفال على جميع خزائن المطبخ والثلاجة. لانه اذا سنحت الفرصة لعبدالله ان يدخل المطبخ بمفرده فمن الطبيعي ان يمللأ كوب حليب ويفرغه على الارض او اكواب ماء كثيرة ويفرغها ويرميها في الحوض او ان يبدأ باكل الطماطم والتفاح والاجاص والانواع الاخرى متذوقا وراميا اياها على الارض او يفتح علب اللبن الصغيرة ويمرغ محتواها في كل مكان (من ضمنها ثيابه) ويركض عند ماما صارخا : كبيتو حليب نو ضبو! اترجم : رميت الحليب لا تضربيني! قد يفتت الخبز في الارض ويفتح علبة اللبنة وعامة الحق على ماما التي لم تقفل باب الثلاجة وباب المطبخ!
وبعد...
عبودي دمه خفيف وماما مزاجية ، فاذا كانت في حالة مزاجية جيدة فانها تنظف ما خربه وتضحك وتقفل الباب بعد ان تصرخ : من نسيه مفتوحا؟ اما اذا كانت في حالة مزاجية سيئة ف ... "زيحوا من الدرب"!

ملاحظة: لا شيء مما ذكر من نسج الخيال.