الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

نسيت ماما!


نسيت ماما لون فستاني الذي خاطته يداها المقدستان منذ سنة. كبرت ماما وكبر النسيان فيها، لكن ماما لا تشيخ ولن تشيخ، لانها كالقديسين في ديارهم، يرحلون ولا يشيخون.
ماما ابتكرت اعادة التدوير في البيت قبل الجمعيات البيئية!
ماما ابتكرت نظام الثواب في التربية قبل اوبرا، وكنا نعمل للمساعدة في البيت مع مقابل مادي مجزي! نعم ماما زلفا ابتكرت ذلك!
ماما خياطة ماهرة انجزت مئات الاثواب الراقية صعبة التنفيذ بابداع نادر وحاولت تعليمنا الخياطة التي لم نهو يوما شقيقتي وانا.
ماما علمتنا دروس الحياة التي كنا نعتبرها تخلف ورجعية في سني المراهقة لكننا نعلم اليوم تماما انها زرعت فينا سنديانة الحياة! علمتني ان الباب الذي ياتي منه الريح نسده ونستريح، علمتني ان اعمل عملك كاملا ولو بالسخرة!
ماما شكلت من مطبخها باتيسري محترف وشهدت الاسرة القريبة والبعيدة لانجازاتها السكر!
ماما خاطت الثياب لنشتري نحن كل متطلباتنا الانانية، وكانت تقابل انانيتنا بحب مطلق غير مشروط، ماما طبخت ونظفت ورتبت الغسيل والمنزل واقامت الموائد في جميع المناسبات ولم تفارقها البسمة ابدا، كيف تفارقها البسمة وهي فخورة ببناتها وانجازتها زانجازاتهن! كل ما قدمناه في مرحلة الطفولة لها كان تفوقنا الدراسي، ومن ثم تفوقنا الجامعي وتميزنا الوظيفي.
انا قدمت احفادا زادوا من طاقتها على الحب وقدرتها على المحافظة على ابتسامتها الملائكية.
ماما اليوم طلبت التقاعد وهو من حقها. ان نسيت هي لون فستاني الذي خاطته يداها المقدستان يوما، فانا لم انس ولن انسى!
ماما اليوم لا نطلب منك سوى ان نحبك الحب غير المشروط الذي علمتينا اياه، فهل تقبلين عرضنا؟